دعا كبار مسؤولي مدينة طرابلس الليبية الأحد، إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع وإغلاق المحال التجارية والمدارس والجامعات للضغط على الحكومة لطرد رجال الميليشيات الذين تلقى عليهم بالمسؤولية عن اشتباكات أودت بحياة 45 شخصا على الأقل منذ يوم الجمعة الماضي.
وتبذل القوات المسلحة التابعة للحكومة الليبية برئاسة علي زيدان جهودا مضنية للسيطرة على ميليشيات ومسلحين إسلاميين ومقاتلين سابقين آخرين يرفضون تسليم أسلحتهم بعد عامين من المساعدة في خلع الزعيم الراحل معمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي.
وارتفع عدد القتلى والمصابين في الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس يوم الجمعة، إلى أكثر من 43 قتيلا و460 مصابا وفقا لما ذكره التلفزيون الرسمي.
وأظهرت لقطات بثتها قناة الوطنية التلفزيونية الليبية حشودا تجمعت خارج مستشفى بطرابلس فيما نقل المصابون إلى داخل المبنى، وأظهرت اللقطات استمرار استقبال المستشفى لمن أصيبوا في الاشتباكات وبعضهم كانوا في حالة خطيرة.
وطلبت وزارة الصحة من المواطنين التبرع بالدم في ظل تزايد أعداد المصابين.
وكانت حالة الطوارئ أعلنت في المدينة لمدة 48 ساعة، في ظل تجدد أعمال العنف، في الاشتباكات بين مسلحي مصراتة وتاجوراء، شرقي طرابلس، بينما دعت واشنطن كل الأطراف إلى ضبط النفس.
كما أفادت مصادرنا، بإغلاق الطريق الساحلي بين طرابلس وتاجوراء، وانتشار آليات ثقيلة ومضادات الطائرات تابعة للجيش.
وأصدرت غرفة عمليات ثوار ليبيا بيانا حصلت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، قالت فيه إنها أعلنت الطوارئ لمدة يومين حفاظا على سلامة الأرواح وعلى النظام العام.
وقال البيان إن الإعلان جاء بالتنسيق مع رئاسة الأركان العامة بالجيش والليبي ووزارة الداخلية وكافة مؤسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية.
واندلعت شرارة المواجهات بعد ظهر الجمعة حين اقترب مئات المتظاهرين من مقر ميليشيا (كتيبة مصراتة) المتحدرة من مصراتة (شرق طرابلس) في حي غرغور، حيث أطلق مسلحو الكتيبة على المتظاهرين فقتلوا نحو 40 وأصابوا أكثر من 400.
وكان رئيس الوزراء الليبي علي زيدان دعا إلى إخراج كل المظاهر المسلحة خارج العاصمة طرابلس، غداة مقتل العشرات الجمعة، بإطلاق نار على تظاهرة تحتج على تواجد الميليشيات المسلحة.
وفي بيان أصدره إثر هذه المواجهات قال زيدان إن "التظاهرة كانت سلمية وجرى إطلاق النار عليها لدى دخولها حي غرغور".
وأبلغ زيدان الصحفيين: "أخطر شيء هو وجود السلاح خارج أيدي الجيش والشرطة مهما كانت المسببات"، حيث تعتبر الاشتباكات التي وقعت هي الأسوأ في العاصمة منذ شهور.
كما أضاف "يجب على كافة الكتائب المسلحة من أي مدينة أن تخرج من طرابلس ولا توجد استثناءات لأي كتيبة".
إضراب وحداد في طرابلس
ومن جهة أخرى، أعلن مجلس طرابلس المحلي مساء السبت إضرابا عاما في العاصمة الليبية لمدة 3 أيام اعتبارا من الأحد "حدادا على أرواح أبناء ليبيا" الذين قتلوا في المواجهات المسلحة.
وقال المجلس المحلي، وهو بمثابة مجلس بلدي، في بيان إنه "أعلن عن إضراب عام في مختلف مناطق طرابلس الكبرى في كل القطاعات العامة والخاصة، ما عدا المرافق الصحية والمخابز والصيدليات ومحطات البنزين، حدادا على أرواح أبناء ليبيا وتضامنا مع أهاليهم، وذلك لمدة 3 أيام اعتبارا من يوم الأحد".
وأضاف البيان "حرصا على وحدة الوطن ولم الشمل ودرءا للفتنة، وعملا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف يناشدكم مجلس طرابلس المحلي التهدئة وضبط النفس، وعدم التعرض للأشخاص وإيذائهم وعدم التعرض للممتلكات الخاصة والعامة وخصوصا في شهر محرم الحرام".