بعد أكثر من 15 شهرا من حرب راح ضحيتها نحو 47 ألف قتيل فلسطيني، أعلن الوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، عن اتفاق من 3 مراحل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

وتوج الاتفاق جهودا مكثفة وجولات مكوكية من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين لإنهاء أطول جولة حرب في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأكثرها دموية، وإطلاق سراح عشرات الرهائن الذين تحتجزهم حماس على مراحل، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل، كما سيسمح لمئات الآلاف من النازحين في غزة بالعودة إلى ما تبقى من ديارهم.

كما أنه سيؤدي إلى تدفق المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة.

وبينما توالت المواقف العربية والدولية المرحبة بالاتفاق، سعى الرئيسان الأميركيان المنتهية ولايته جو بايدن والمنتخب دونالد ترامب لنسب الفضل لنفسه ولإدارته في التوصل إلى هذا الاتفاق.

وعلى الجانب الآخر، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذرا لم يعلق سوى بعبارات غامضة تشي بأن الأمور لم تحسم بعد.

وقال مكتب نتنياهو، إن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال غير مكتمل، وإنه يتم العمل على تفاصيله النهائية، علما بأنه يجب أن يحظى بموافقة مجلس الوزراء.

أخبار ذات صلة

المهندس الأميركي في صفقة غزة.. لمن ترجح كفة "نسب الفضل"؟
بعد أن أبصر اتفاق غزة النور.. أسئلة تحتاج لإجابة

وبحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن هذه التفاصيل تشمل "أمورا تقنية" مثل التحديد الدقيق لقائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم.

ويعزو محللون حذر نتنياهو في الإعلان عن موقفه لتهديدات أقطاب في حكومته الائتلافية بالانسحاب من الحكومة حال عدم ضمان أي اتفاق مع حماس العودة للقتال واحتلال أجزاء من قطاع غزة.

ويرى سكوت لوكاس، الخبير في الصراع بالشرق الأوسط في كلية دبلن الجامعية، أنه إذا تخلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو العقبة التي طالما حالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي، عن اعتراضاته، فقد يواجه اضطرابات داخل حكومته من أعضاء اليمين المتشدد.

وأشار لوكاس إلى أن الاتفاق الذي تم الإعلان عنه الأربعاء كان قد طرح في مايو الماضي وتمت مناقشته خلال الصيف.

وأضاف أنه في سبتمبر، عاد أحد كبار المفاوضين الإسرائيليين، وهو رئيس الموساد ديفيد برنياع إلى قطر وسط مال بالتوصل إلى حل، لكن نتنياهو أضاف بعد ذلك شرطا يقضي بمواصلة القوات الإسرائيلية احتلالها لمنطقتين في غزة، وهما محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على طول الحدود مع مصر، ومحور نتساريم عبر وسط القطاع.

أخبار ذات صلة

حال دخول أراضيها.. إيطاليا تعلن موقفها من توقيف نتنياهو
مكالمة هاتفية سرعت اتفاق غزة.. من المتصل وما الرسالة؟

ويتعرض نتنياهو منذ أشهر لضغوط من أعضاء سابقين في حكومة الحرب، مثل بيني غانتس ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت، وكذلك من أحزاب المعارضة ومن قطاعات في المجتمع الإسرائيلي، لا سيما عائلات الرهائن.

ويرى لوكاس أن نتنياهو الذي لطالما قاوم هذه الضغوط، مفضلا الحرب المفتوحة من أجل تدمير حماس بشكل مطلق، قد يقدم الاتفاق على أنه خطوة براغماتية، نظرا لتغير السلطة في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإنه يواجه احتمال أن يقوده وقف إطلاق النار إلى إجراء انتخابات مبكرة مع تصدع حكومته، وقد يعني ذلك عودة التركيز على محاكمته بتهم الفساد وتلقي رشاوى وتقديم كشف حساب عن كل ما سبق.

وتثار العديد من التساؤلات بشأن الإغراءات التي قدمها ترامب لنتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار وتحقيق أحد الوعود الانتخابية التي طرحها الرئيس الأميركي المنتخب قبل أشهر.

وهنا يرجح لوكاس أن يكون أحد الاحتمالات هو أن إدارة ترامب أشارت إلى أنها ستقبل بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهو ما قد يجعل الوزيرين الإسرائيليين اليمينيين المتشددين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يتخليان عن أي اعتراضات على وقف إطلاق النار.