أثارت موجة التصعيد التي تشهدها مناطق عدة في الضفة الغربية والقدس، بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس، مخاوف من اشتعال الأوضاع هناك بالتزامن مع اقتراب نهاية الهدنة في غزة، ما لم تجدد في اللحظة الأخيرة.

ومع اندلاع  الحرب على غزة، لم تكن الضفة الغربية بعيدة عن الأحداث، إذ اشتدت حدة المواجهات، بما فيها القدس الشرقية وبلدتها القديمة، حيث نفذت القوات الإسرائيلية اقتحامات واعتقالات يومية في البلدات الفلسطينية.

وتبنت حماس غالبية الهجمات المميتة التي حدثت في الضفة منذ اندلاع الحرب في غزة. 

وخلال الساعات الماضية تبنت حركة حماس هجوم القدس الذي وقع صباح الخميس، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 12 آخرين، وهو ما بدا أنه أشعل الأوضاع أكثر في الضفة والقدس.

وليس هذا فحسب، بل دعت إلى تصعيد الأوضاع في الضفة والقدس.

ووقعت عملية إطلاق النار وقعت عند المدخل الشمالي الغربي لمدينة القدس، في الوقت الذي أعلن الجيش الإسرائيلي تحييد منفذي العملية، وهما الشقيقان: ابراهيم نمر (30) عاما، ومراد نمر (38) عاما، وكذلك سائق السيارة التي أقلتهما إلى موقع الهجوم.

وجاءت العملية بعد يوم واحد من اقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل الجنود أربعة فلسطينيين بينهم طفلان.

أخبار ذات صلة

حراس الأقصى يكتشفون مستوطنا كان يحمل سكينا
إصابة جنديين إسرائيليين بغور الأردن.. ثاني هجوم خلال ساعات
حماس تتبنى هجوم القدس وتدعو إلى "التصعيد"
"تدوير الاعتقالات".. ورقة إسرائيلية للضغط بملف الأسرى

 رسائل التصعيد

ومن واشنطن، يرى الباحث الأميركي المتخصص في شؤون الأمن القومي، سكوت مورغان، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هجوم اليوم على محطة الحافلات في القدس يشبه إلى حد بعيد الحوادث التي شهدناها خلال الانتفاضة الثانية.

ويعتقد أن حركة حماس قد تبدو غاضبة من رد فعل السلطة الفلسطينية لعدم دعمها منذ هجوم 7 أكتوبر.

وأشار مورغان إلى تبعات التصعيد الراهن في الضفة الغربية، في عدد من النقاط، قائلا:

  •  تعتقد حماس أن هناك حاجة إلى اتخاذ بعض الإجراءات في الضفة الغربية لتخفيف الضغط الذي تتعرض له حاليا في غزة.
  •  إذا كان هناك أي إجراء أو حوادث يتم اتخاذها في الضفة، فيمكن اعتبارها إشارة على وجود جبهة موحدة ضد إسرائيل.
  •  لكن ينبغي الإشارة إلى أنه تم تجاهل الوضع في الضفة الغربية بسبب القتال في غزة خلال الأسابيع الماضية، مع أنه كانت هناك غارات من قبل الجيش الإسرائيلي خاصة حول جنين.
  •  بجانب ذلك تم التغاضي عن أنشطة المستوطنين، كما أن التحركات الأخيرة لتقديم الدعم المالي في الميزانية للاستيطان هي جدل آخر سيتعين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معالجته أيضا.

وعلى وقع حادث القدس، تعهد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بتوزيع أسلحة على الإسرائيليين، قائلا على موقع "إكس"، عقب الهجوم: "على الرغم من معارضة جميع الأطراف، سأواصل سياسة توزيع الأسلحة في كل مكان، سواء على خدمات الطوارئ أم المدنيين".

الضفة الغربية.. أكثر المناطق التي تشهد تصعيدا إسرائيليا

مستقبل التصعيد

على الجانب، يصف المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، هجوم القدس بأنه "رد فعل على الانتهاكات التي تُرتكب بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية حتى قبل اندلاع الحرب في غزة".

وقال الرقب في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "التصعيد في الضفة الغربية يأتي نتيجة لممارسات الاحتلال المتواصلة على مدينة القدس والضفة الغربية، على الرغم من كون تلك الحوادث خفت حدتها نتيجة الحرب على غزة، إذ إن الوضع الأمني الذي كان على أعلى مستوى مثّل مانعا لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل".

وبشأن مستقبل التصعيد، قال المحلل السياسي الفلسطيني، إن "هذا أمر طبيعي طالما استمر الصراع، ولا أعتقد أن الأمر مرتبط بتوقيت محدد، خاصة أن التوقعات كان تشير للتصعيد بالتزامن مع الحرب في غزة وليس في أيام الهدنة، وبالتالي يبدو أن العملية تأخرت من وجهة النظر الفلسطينية".

وأضاف: "عملية القدس تأتي للتأكيد على أن هناك لُحمة واحدة بين الضفة وغزة في مقاومة إسرائيل، وهذا يجب أن يُنبه كل الأطراف الدولية إلى ضرورة وجود حل عادل للقضية الفلسطينية، ودون ذلك سيزداد مستوى العنف".