فيما أصبح وباء الكوليرا يهدد بانتشار واسع في سوريا، مع توالي تسجيل عشرات الإصابات والوفيات في مختلف المحافظات خلال الأيام الماضية، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن طائرة تحمل إمدادات طبية، وصلت العاصمة دمشق، الاثنين، وستتبعها طائرة أخرى يفترض وصولها الأربعاء.

المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، خلال زيارته لدمشق، أكد أن "السلطات الصحية السورية تنسق مع المنظمة الدولية لاحتواء تفشي المرض".

 وقال: "الكوليرا تهديد لسوريا والمنطقة والدول المجاورة والعالم بأسره، ومنظمة الصحة العالمية تعمل على تعزيز المراقبة للتعرف على الحالات، وإعطاء المرضى العلاج المناسب، وتتبع المصابين والمخالطين لهم".

الأسباب والأعراض

أوضح رئيس منظمة "أطباء من أجل الجميع" في دمشق، أحمد محمد، لموقع "سكاي نيوز عربية":

  • السبب وراء انتشار الكوليرا في البلاد، مرده اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، بالإضافة للثلج المصنوع من مياه ملوثة، والذي يستهلك بكثرة خلال شهور فصل الصيف.
  • بمجرد سماع اسم الكوليرا فإن الخوف ينتاب المرء، لذلك فالخطوة الأهم في سياق مكافحتها هي التعرف عليها عن كثب، كمرض جرثومي معدي يسبب إسهالا مائيا حادا أو ما يعرف بإسهال ماء الرز، بالإضافة للغثيان والقيء.
  • تظهر الأعراض بعد ساعات وحتى 5 أيام من الإصابة، وتكون أعراض معظم المصابين خفيفة.

أخبار ذات صلة

بعد ظهور 200 مصاب ووفاة 5.. سوريا تتلقى إمدادات لصد الكوليرا
بعد انتشار مخيف.. كشف أسباب ظهور الكوليرا بسوريا

ما مضاعفات الكوليرا؟ .. قال محمد إنه "أحيانا قد لا تظهر أي أعراض، لكن الخوف يكون من حدوث الجفاف بسبب الإسهال الشديد والقيء، وإذا لم يعالج الجفاف بسرعة، فمن الممكن أن يسبب صدمة هبوط ضغط شديد، وقصور كلوي".

وأكد أنه "في الحالات الشديدة غير المعالجة، يموت المصاب خلال ساعات فقط".

 كيف ينتقل المرض؟

يجيب رئيس منظمة "أطباء من أجل الجميع": "الكوليرا أكثر شيوعا في الأماكن التي تعاني من سوء الصرف الصحي واهتراء شبكاته، والازدحام، ومن الحرب والمجاعات". واستطرد موضحا أن المرض ينتقل عن طريق:

  • الطعام أو الماء الملوث ببراز شخص مصاب بالعدوى.
  • إمدادات مياه الصرف الصحي.
  • الثلج المصنوع من مياه ملوثة.
  • الأطعمة والمشروبات المكشوفة في الشوارع.
  • الخضروات المروية بمياه ملوثة.
  • الأسماك والمأكولات البحرية غير المطبوخة جيدا.
سوريا.. مخاوف تفشي الكوليرا

خطوات الوقاية

لمواجهة خطر تفشي الكوليرا، لا بد من اتباع خطوات مهمة للحفاظ على صحتك، تشمل:

  • التأكد من استخدام المياه المعبأة أو المغلية أو المطهرة كيميائيا للشرب والطبخ وصنع الثلج.
  • غسل الفواكه والخضروات جيدا
  • غسل الأواني التي يتم استخدامها في الأكل أو للطبخ.
  • تجنب تناول الطعام في الخارج، بالمناطق التي يتفشى فيها المرض
  • عدم تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة بشكل جيد مثل اللحوم.
  • تجنب شرب الحليب غير المبستر ومشتقاته
  • الابتعاد عن الفواكه والخضروات غير المقشرة
  • غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام.
  • في حال عدم توفر الماء والصابون، استخدم الكحول في تعقيم يديك.

الكوليرا تحتاج لعلاج سريع وفوري.. أحمد محمد

أخبار ذات صلة

مرض الكوليرا يكشر عن أنيابه في سوريا.. مزيد من الضحايا
المخاوف تتزايد وسط تفشي الكوليرا في سوريا

العلاج

"الكوليرا تحتاج لعلاج سريع وفوري، ولحسن الحظ فإن العلاج بسيط للغاية، ويكون عن طريق معالجة الجفاف بمعوضات الشوارد الفموية أو السوائل الوريدية، وببعض الحالات يمكن يتم استخدام المضادات الحيوية لتقليل حدة الإسهال"، وفق رئيس منظمة "أطباء من أجل الجميع".

وأضاف: "بالإضافة لوجود لقاح للكوليرا، لكنه فعال لمدة 6 أشهر لسنة فقط، وهو غير مدرج ضمن برنامج اللقاحات الوطني بسوريا".

أخبار ذات صلة

وفيات وعشرات الإصابات.. "الكوليرا" يتفشى في سوريا

آخر الإحصائيات

حسب وزارة الصحة السورية، فإن العدد الإجمالي للإصابات المثبتة بالكوليرا بلغ 201 حالة، موزعة كالتالي:

  • حلب 153
  • الحسكة 21
  • دير الزور 14
  • اللاذقية 10
  • دمشق 2
  • حمص 1

أما العدد الإجمالي للوفيات بالكوليرا في سوريا فقد بلغ 14 حالة، موزعة كالتالي:

  • حلب 11
  • دير الزور 2
  • الحسكة 1

الكوليرا في سوريا.. معلومات مهمة

  • الأمم المتحدة ووزارة الصحة السورية، قالتا إن مصدر تفشي المرض يعتقد أنه "مرتبط بشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات، واستخدام مياه ملوثة لري المحاصيل، مما أدى لتلوث الغذاء".
  • سجلت سوريا عامي 2008 و2009 آخر موجات تفشي المرض في محافظتي دير الزور والرقة، وفق منظمة الصحة العالمية.
  • بعد نزاع مستمر منذ 11 عاما، تشهد سوريا أزمة مياه حادة وموجة جفاف، على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
  • بحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في أبريل الماضي، فقد أدى النزاع السوري إلى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه.
  • يعتمد نحو نصف السكان على مصادر بديلة غالبا ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه، بينما لا تتم معالجة 70 بالمئة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق اليونيسيف.