دعت جهات بحثية أميركية إدارة الرئيس جو بايدن إلى الانخراط أكثر في الأزمة الليبية وخصوصا لمواجهة الجماعات الإرهابية، بحسب صحيفة''نيويورك تايمز''.
وتأتي تلك الدعوة عقب زيارة أجراها قائد عملية "إيريني" الأوروبية للمراقبة حظر السلاح على ليبيا، الأدميرال فابيو أغوستيني إلى الولايات المتحدة.
وطلب أغوستيني تطوير التعاون وتعزيز التنسيق بين القوات الأميركية ونظيرتها الأوروبية، المعنية بتطبيق قرار الأمم المتحدة حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.
مساع لدفع أميركا
ويرى مراقبون للشأن الليبي أن هناك مساع لدفع الولايات المتحدة من أجل لعب دور أكبر في منع "رحلات السلاح" إلى ليبيا، وذلك في إطار عملية "إيريني" التي خصص لها الاتحاد قدرات عسكرية لأداء مهامها سواء في البحر أو الجو.
ويشير الصحفي الإيطالي في موقع "ديكود 39" والمتخصص في الِشأن الليبي، ،ماسيميليانو بوكوليني، إلى أن إيطاليا تلعب دورا مهما من خلال قيادة "إيريني"، ويحتاج هذا الدور إلى دعم من أهم حلفائها، وهي الولايات المتحدة.
وتابع بوكوليني في حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، أن الأدميرال أغوستيني ذهب إلى واشنطن لـ"تطوير التعاون التكتيكي" في منطقة البحر المتوسط بين الطرفين، مرجحا أن تلعب مهمة "إيريني" دورا متزايد الأهمية في أمن المتوسط، ولهذا السبب فهي بحاجة إلى "دعم نشط" من الولايات المتحدة.
وبخصوص تعويل أوروبا على دور أميركي للضغط على تركيا من أجل وقف "رحلات السلاح"، عقب بوكوليني "بالطبع، يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورا تنسيقيا مهما مع بعثة إيريني، وليس فيما يخص أنقرة فحسب، بل أي كيان آخر يريد تهريب الأسلحة إلى ليبيا".
ولا يعتقد الكاتب الصحفي الإيطالي أن تشهد الفترة المقبلة مشاركة عملياتية لفرقطات أمريكية في دعم المهمة الأوروبية، ولكن في الوقت الحالي "يتحدثون فقط عن التنسيق التكتيكي" مع القوات الأمريكية الموجودة بالفعل في البحر الأبيض المتوسط.
وتحققت"إيريني" من محتويات نحو 3600 سفينة تبحر وسط "المتوسط، منذ انطلاقها، ونفذت أكثر من 160 "اقترابا وديا"، فضلا عن إرسال 23 تقريرا إلى فريق خبراء الأمم المتحدة.
تركيا عقبة
ومن العقبات التي تواجه حاليها هي تركيا، التي صممت في السنوات الأخيرة على دعم حكومة الوفاق المنتهية ولايتها في مواجهة قوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر.
ويشير الباحث السياسي والحقوقي الليبي، أحمد حمزة، إلى أن جميع الانتهاكات التي رصدتها العملية الأوروبية "وقعت بين سواحل تركيا وغرب ليبيا"، مردفا أن المجتمع الدولي كله رصد تلك الانتهاكات،.
ولعل التحركات الأوروبية تلك تأتي في إطار ما تراه أنه "خطر حقيقي" تمثله تصرفات أنقرة، والحديث لـ"حمزة"، الذي أشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أروغان "دخل في صدام حقيقي مع كافة الأطراف الأوروبية"، حتى التي كانت تنظر له كـ"صديق".
ونبه الباحث السياسي إلى أن مساعي أردوغان لفرض هيمنة بلاده لم تقتصر على مناطق بالشرق الأوسط، وإنما أيضا في أوروبا، عبر تحريك عدد من الجماعات الموالية له تحت شعارات "دينية"، ويستطيع تحريكها في أي وقت لتنفيذ أجندته الخاصة.
بعثة عسكرية أوروبية
وسبق أن كشفت صحيفة "إي يو أوبزرفر" البريطانية عن وثيقة مسربة للاتحاد الأوروبي، تشير إلى عزم التكتل على إرسال بعثة عسكرية إلى ليبيا.
ويندرج هذا المخطط، وفقا للصحيفة، في إطار المساعي الدولية لإخراج المرتزقة من البلاد بهدف ضمان انتقال سياسي سلمي يتوج بانتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية العام الجاري.
ولطالما عبر الاتحاد الأوروبي عن دعمه لإخراج المرتزقة، وناشد القوات الأجنبية مغادرة ليبيا، ولذا تهدف هذه البعثة، حسب الوثيقة، إلى "كبح نفوذ تركيا وتدخلاتها في البلاد"، في إشارة مباشرة إلى مسؤولية أنقرة عن إدخال آلاف المرتزقة.
وتواصل تركيا انتهاك قرارات الأمم المتحدة من خلال تدريب قوات مسلحة في ليبيا، ورفض عمليات تفتيش شحنات الأسلحة المشبوهة، وفق الوثيقة.
غير أن إدارة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قالت إن "بروكسل لا تناقش مسألة إرسال بعثة عسكرية إلى ليبيا في الوقت الحالي"، لكنها لم تنف كل ما جاء في الوثيقة بشأن الموقف الأوروبي من التدخلات التركية في ليبيا.