أقدم شاب لبناني يدعى بلال إبراهيم، الثلاثاء، على الانتحار بإطلاق النار على نفسه، داخل مبنى المستشفى "الإسلامي" في مدينة طرابلس.
وأظهر مقطع فيديو، وثقته كاميرا مراقبة في المستشفى، وتداولته صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، بلال إبراهيم وهو يتحدث عبر هاتف نقال، قبل أن يجلس على مقعد في إحدى الغرف ويطلق النار على صدره بواسطة مسدس كان بحوزته.
وقال عم الضحية (شقيق الوالد) لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن ابن أخيه كان يبيع الخضروات ويوزعها على الأسواق والمحال التجارية، وكان متزوجا لمدة 4 أشهر، إلا أن الفتاة قررت أن تتركه بسبب الظروف المعيشية الصعبة وسوء الوضع في منزلهما الزوجي، الذي اقتصر على فراش للنوم فقط".
وعن وجود السلاح بحوزته، قال العم: "في منطقتنا أصبح الجميع يملكون الأسلحة، في ظل غياب الرادع".
وكشف العم أنه بعد اتصال تلقاه وأب الشاب الراحل من المستشفى التي دب فيها الذعر، ذهبا فورا إلى الموقع، وأثناء دخولهما المبنى شاهدا الشابة التي كان إبراهيم متزوجا منها، مما يعني أنها ربما كانت على موعد معه قبل إطلاق النار على نفسه".
يشار إلى أن كاميرات المستشفى بينت أنه كان بمفرده لحظة انتحاره. وأكد العم متابعة القضاء المختص والنيابة العامة للواقعة، لكشف المزيد من التفاصيل.
من جانبه، أكد صديق لإبراهيم، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الراحل كان من سكان منطقة التبانة في مدينة طرابلس، لافتا إلى أنه نشر رسالة مؤثرة قبل ساعات من انتحاره.
وقال: "قبل أن يقدم إبراهيم على الانتحار بساعات، نشر على صفحته في فيسبوك عبارة (سامحوني على أخطائي فربما تشرق الشمس غدا معلنة خبر وفاتي)، وأرفقها بصورة له داخل سيارة".
وتابع: "إبراهيم توقف عن العمل، ليبدأ رحلة الصراع مع الحياة إلى أن قرر في النهاية أن يعلن خسارته الحرب في الطابق الثاني من مبنى المستشفى الإسلامي الخاص في عاصمة الشمال طرابلس. هدف إبراهيم كان الحصول على وظيفة تمنحه مصروف يومه، وهو الذي عمل في السابق في بيع الخضروات، إلا أن ارتفاع سعر صرف الدولار أجبره على تركها".
وبدورها، كشفت مريضة في المستشفى الإسلامي لموقع "سكاي نيوز عربية"، تفاصيل ما حدث، وحالة الذعر التي سرعان ما دبت في المستشفى بعد أن شاع خبر انتحار الشاب.
وأوضحت: "سمعنا أنه دخل المستشفى بصفة زائر، لكنه دخل إحدى غرف الطابق الثاني وأطلق النار على نفسه وسط تكتم تام من العاملين في المستشفى عن تفاصيل الحادث الغريب من نوعه".
وعن سبب الانتحار، رجحت المعلومات أن يكون الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه لبنان، هو ما دفع الشاب للانتحار، خصوصا حبه للفتاة التي فقدها بسبب الانهيار الاقتصادي.
ويشهد لبنان انهيارا اقتصاديا متسارعا، يعد الأسوأ في البلاد منذ عقود، لم تستثنِ تداعياته أية طبقة اجتماعية. وبسبب انهيار العملة اللبنانية، خسر عشرات آلاف المواطنين وظائفهم أو جزءا من رواتبهم خلال الأشهر القليلة الماضية. وأصبح نصف اللبنانيين يعيشون تقريبا تحت خط الفقر.
وتشهد عاصمة الشمال طرابلس حوادث أمنية متفاوتة بسبب السلاح المنفلت والمنتشر بكثرة بين المواطنين.