فقد تنظيم داعش الإرهابي مؤخرا سيطرته على أغلب المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق حتى وقت قريب، لكن الخبراء يقدرون أن جماعة جديدة أو شيئا شبيها بها سيظل موجودا إلى أن يحين الوقت لنهوضهم من جديد.
وفي حين سيكون صعبا تقدير التهديد الذي يمثله المقاتلون الأجانب في صفوف داعش، خصوصا من جانب العائدين منهم، فإنهم سيشكلون تحديا للعديد من الدول في السنوات المقبلة، كما يشكلون صداعا في رأس حكومات الدول الغربية، التي تعتبر عودتهم فرصة إما لنشر الفكر المتطرف أو لتنفيذ عمليات إرهابية في بلادهم الأم.
وفي حين أن العائدين لا يشكلون إضافة كبيرة على التهديد الإرهابي في دولهم، فإن الهجمات المستلهمة من التنظيم الإرهابي وعلى شاكلته تشهد تزايدا في مناطق مختلفة من العالم، كما أن كل العائدين منهم سيظلون موضع شك في احتمال زيادة خطر الإرهاب.
في الأثناء، بلغ مجموع العائدين من الدواعش نحو 5600 شخص، انضموا للتنظيم من 33 دولة.
ومازالت الدول لم تجد طريقة لمواجهة مشكلة الدواعش العائدين، لكن غالبيتهم اقتيدوا إلى السجون أو اختفوا عن الأنظار.
غير أن أطفال الدواعش ونساءهم يشكلون معضلة للدول، التي تحاول أن تتوصل إلى أفضل طريقة من أجل دمجهم في مجتمعاتهم، وتوفير علاج نفسي مناسب وآليات دعم اجتماعي، خصوصا للأطفال.
وكان وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية روري ستيوارت اعتبر أن الطريقة الوحيدة التي يجب أن تتعامل بها بلاده مع المئات من مسلحي داعش البريطانيين في مناطق الصراع في الشرق الأوسط، هي قتلهم.
وقال ستيوارت في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية، إن القتل يجب أن يكون "الرد الوحيد"، تجاه من "تحلل بشكل أساسي من أي من أنواع الولاء" لبريطانيا، من أجل الانضمام إلى تنظيم إرهابي.
يذكر أن تقريرا أوروبيا أعده منسق الاتحاد الأوروبي لقضايا الإرهاب جيل دو كيرشوف أفاد بوجود ما بين 2000 و2500 متطرف أوروبي في ساحات القتال في سوريا والعراق معتبرا أن ذلك يشكل تهديدا أمنيا لدول الاتحاد الأوروبي في حال عودتهم.
وبحسب التقرير الذي "فإن الأرقام الأحدث تشير إلى أنه من إجمالي المقاتلين الأجانب الأوروبيين، هناك نحو 15 إلى 20 بالمئة قتلوا، و30 إلى 35 بالمئة عادوا (إلى بلدانهم) و50 بالمئة لا يزالون في سوريا والعراق".
وأوضح المنسق أن نسبة هؤلاء المتطرفين الموجودين في سوريا والعراق تمثل "ما بين ألفين و2500".
وبحسب تقرير أعده معهد "تي أس سي" للدراسات الأمنية فإن المقاتلين الأجانب حسب المناطق يتوزعون على النحو التالي: الاتحاد السوفيتي السابق (8,717)، الشرق الأوسط (7,054)، أوروبا الغربية (5,718)، دول المغرب العربي (5,319)، جنوب وجنوب شرق آسيا (1,568)، البلقان (845)، أميركا الشمالية (439).