يشكل "الدواعش العائدون" قضية متفاعلة في أوروبا منذ أكثر من عامين، أي بعد عودة أوائل من توجه إلى العراق وسوريا للانضمام للقتال إلى جانب وفي صفوف التنظيم الإرهابي، الذي سيطر قبل أكثر من عامين على مناطق واسعة من هذين البلدين.
ويعتقد خبراء أن كثيرين ممن عادوا منهم إلى بلادهم، خصوصا إلى الدول الأوروبية، يشكلون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت، بينما تعتقد فئة من الخبراء أن بعض هؤلاء "الدواعش العائدين" عادوا بهدف شن هجمات إرهابية على وجه التحديد.
وبينما تشير التقديرات إلى أن عدد "الأوروبيين الدواعش" أكثر من 5 آلاف شخص، بعضهم قتل في المعارك في سوريا والعراق، وبعضهم ما زال يقاتل، بينما عاد قرابة 1750 منهم إلى بلادهم، وفقا لتقرير قدمه منسق مكافحة الإرهاب جيل دي كيرشوف إلى الوزراء في الاتحاد الأوروبي.
وينص التقرير، الذي لم يتضمن أرقاما محددة حول العائدين، بوضوح على أن الدواعش العائدين ينتمون إلى فئتين محددتين، الفئة غير المؤذية، والفئة عالية التدريب التي تشكل تهديدا محتملا للأوروبيين.
وأشارت دراسة أجرتها السلطات الألمانية إلى أن 10 في المئة من الدواعش العائدين قالوا إنهم تعرضوا للتضليل من قبل التنظيم.
ووجدت الدراسة الألمانية، وحصل عليها موقع "دي فيلت" الإخباري، أن 48 في المئة من العائدين يظلون ملتزمين بأيديولوجية التنظيم الإرهابي أو يظلون على اتصال مع أصدقائهم المتطرفين.
وأظهرت الدراسة الألمانية أن 8 في المئة فقط من العائدين إلى ألمانيا عادوا قبل أن يلتحقوا بالقتال مع التنظيم في سوريا والعراق.
ونظرا لتداخل وتشابك الكثير من العناصر معا بخصوص العائدين أو التائبين، خصوصا فيما يتعلق بصدقيتهم، فقد طالب التقرير بوضعهم قيد المراقبة على مدار 24 ساعة يوميا.
وما ينطبق على الدواعش الأجانب ينطبق إلى حد كبير على الدواعش العرب، لكن أعدادهم أكثر بكثير من الدواعش الأجانب.
أعداد الدواعش عربيا
تتضارب الأنباء بأعداد المقاتلين العرب والأجانب الذين التحقوا بتنظيم داعش، خصوصا مع كثرة الحديث عن احتمال عودة الآلاف منهم، والجدل حول استقبالهم في دولهم أو رفضهم، من منطلقات عدة أبرزها أنهم قد يشكلون قنبلة موقوتة في بلاده.
وتشير تقديرات دولية إلى أن عدد المقاتلين في صفوف داعش في سوريا والعراق يزيد على 30 ألف عنصر، بينما تقدرهم دراسات أخرى بما بين 90 و360 ألف مسلح.
وتقدر العديد من الدراسات والأبحاث عدد التونسيين الذين التحقوا بتنظيم بأكثر من 6 آلاف تونسي، مشيرة إلى أن عدد الذين عادوا منهم يقدر بنحو 2000.
غير أن مصادر تونسية رسمية ذكرت أن عدد التونسيين الذين التحقوا بتنظيم داعش في بؤر التوتر والقتال، يقدر بنحو 4600 تونسي (3600 في سوريا والعراق و1000 في ليبيا)، وأكدت أن عدد "الدواعش" العائدين من مناطق القتال وصل إلى 800 عائد، حين ذكرت تقارير أن السلطات تمكنت من منع 13 ألف تونسي من السفر للقتال في صفوف داعش.
غير أن مصادر أجنبية مختلفة تشير إلى أن التونسيين في صفوف داعش يزيد على 7 آلاف مقاتل، في حين ذكرت دراسة أعدها مركز الدراسات الألماني "فيريل"، أن عدد التونسيين في صفوف داعش يقترب من 10500 شخص، قتل منهم نحو 4200 شخص، ووصل عدد المفقودين إلى 1260 شخصا.
أما في السعودية، فقد نقلت صحيفة الحياة عن المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور تركي قوله إن عدد السعوديين الملتحقين بالتنظيمات الإرهابية في مناطق الصراعات يبلغ 2093 شخصا، 70 في المئة منهم في سوريا، و297 غير معروفة أماكن تواجدهم و73 موقوفا في دول مختلفة.
والرقم أعلاه قريب من الأرقام الواردة في الدراسات والتقارير الأجنبية التي أشارت إلى أن عدد السعوديين في صفوف داعش يقترب من 2500 سعودي.
غير أن الأعداد الواردة في دراسة المركز الألماني ترفع أعداد السعوديين في صفوف داعش إلى 24500 شخص، قتل منهم 5990، بينما يصل عدد المفقودين إلى 2700 شخص.
وبالنسبة إلى عدد الفلسطينيين وفقا للدراسة فيتجاوز 14 ألف شخص، قتل منهم 4920، أما المفقودون فوصل عددهم إلى 670 مفقودا.
وقدرت الدراسة عدد اللبنانيين في صفوف التنظيم الإرهابي بحوالي 11 ألف شخص، قتل منهم نحو 3100، بينما بلغ عدد المصريين في صفوف التنظيم حوالي 7500 شخص، قتل منهم 2100، في حين بلغ عدد الأردنيين الذين التحقوا بصفوف الجماعات الإرهابية بحوالي 3900، وعدد القتلى نحو 1990.
أعداد الدواعش أجنبيا
وفقا لأرقام المركز الألماني فإن عدد الأتراك الذين التحقوا بتنظيم داعش يصل إلى 25800 تركي، قتل منهم 5760، بلغ عدد المفقودين 380 شخصا، في حين تقدر دراسات أخرى عددهم بحوالي 2200 شخصا فقط، عاد منهم قرابة 600 شخص.
أما عدد الشيشان الذين التحقوا بالتنظيم فيصل إلى 21 ألف شخص، قتل منهم 5230 شخصا، فيما بلغ عدد المفقودين 1920 مفقودا.
وبحسب الدراسة، فإن عدد المقاتلين الذين يحملون جنسيات أوروبية وأميركية بلغ 21500، وأن عدد العائدين منهم إلى دولهم بلغ 8500 شخص.
وقدرت دراسة أخرى عدد العائدين الدواعش على النحو التالي: أقل من 100 إلى كل من البوسنة والدنمارك والنمسا، وحوالي 100 إلى السويد ونحو 200 إلى ألمانيا و250 إلى فرنسا و350 إلى بريطانيا.