في نتيجة غير متوقعة، صوت الكولومبيون ضد اتفاق السلام مع متمردي جبهة فارك في استفتاء كان من المتوقع أن يفضي إلى تأييد الاتفاق.
ويعد الاستفتاء الخطوة الأخيرة على طريق إقرار اتفاق ينهي 52 عاما من الحرب ويدعو مقاتلي جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) للعودة للاندماج في المجتمع وتشكيل حزب سياسي.
وكانت (فارك)، التي انخفضت أعداد مقاتليها إلى نحو سبعة آلاف في الأعوام الأخيرة بسبب هجوم عسكري دعمته الولايات المتحدة، قد وافقت على تسليم أسلحتها والمنافسة على السلطة في صناديق الاقتراع بدلا من استخدام الرصاص.
وبعد مفاوضات على مدى أربع سنوات في هافانا لاقى الاتفاق النهائي إشادة في مختلف أنحاء العالم. وتظهر استطلاعات رأي حديثة أن نحو ثلثي الناخبين سيؤيدون الاتفاق في الاستفتاء على الأرجح.
وقاد الرئيس السابق الذي لا يزال يتمتع بنفوذ ألفارو أوريبي معسكر الرافضين للاتفاق وقال إن المتمردين يجب أن يدفعوا ثمن جرائمهم في السجون وألا يحصلوا على مقاعد برلمانية على الإطلاق.
لكن أغلب الكولومبيين وبينهم بعض من يرون الاتفاق متساهلا مع فارك يبدون مقتنعين بأن سلاما منقوصا أفضل من الحرب.
ووفقا للاتفاق فيتسنى لفارك -التي بدأت كحركة ثورية للمزارعين في عام 1964- المنافسة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2018 كما ضمنت عشرة مقاعد بالتعيين في الكونغرس حتى عام 2026.
وعلى مدى عقود مولت فارك أطول صراع في الأميركيتين من خلال الاتجار في المخدرات والخطف والابتزاز مما نشر شعورا بالخوف بين معظم الكولومبيين. وأسفر الصراع عن سقوط أكثر من 220 ألف قتيل ونزوح الملايين.