أصدرت محكمة نرويجية ،الجمعة، حكما يقضي بسجن أندرس بيرينغ بريفيك 21 عاما بتهمة ارتكاب "أعمال إرهابية"، ما أثار ارتياحا كبيرا لدى الناجين من "المجزة" التي ارتكبها المتطرف اليميني العام الماضي وأسفرت عن مقتل 77 شخصا.
واعتبرت محكمة أوسلو بريفيك مسؤولا جنائيا عن "المجزرة"، مستبعدة تقييما نفسيا اعتبر بريفيك مصابا بـ"الفصام البارانويدي"، ما يوجب بإيداعه السجن وليس المصح العقلي.
وتنص العقوبة على ألا يقضي بريفيك أقل من 10 سنوات في السجن، ما يعني أنه لن يتمكن خلال هذه الفترة من طلب الافراج المشروط عنه.
ويمكن تمديد العقوبة إلى ما لا نهاية طالما أن بريفيك يعتبر خطيرا.
وأدى المتهم تحية اليمين المتطرف لدى دخوله قاعة المحكمة، مرتديا بدلة سوداء وقميصا أبيض وربطة عنق رمادية. ثم استمع إلى الحكم الذي تلته القاضية فينشي اليزابيت أرتنزن وهو يبتسم.
وتعليقا على الحكم، قال بيورن كاسبر أيلوغ وهو نروجي أنقذ على مركبه شبانا كانوا يفرون سباحة من جزيرة أوتويا حيث قتل بريفيك 69 شخصا "انني سعيد جدا بهذا الحكم".
قرار صائب وصحيح..
من جانبها، كتبت صحيفة فيردينز غانغ في افتتاحية على صفحتها الإلكترونية "إنه قرار صائب وصحيح"، مضيفة أن بريفيك "كان يدرك ما يفعله ويعرف انه امر سيء.. من العدل أخلاقيا تحميل من يرتكب الشر المسؤولية".
وقالت ناجية من الجزيرة تدعى توري سيندينغ بيكيدال للصحافيين "تم إحقاق العدل وهذا هو الأمر المهم".
وكتبت إيما مارتينوفيتش في حسابها على موقع تويتر "أجل!جل!"، فيما كتبت أنغريد نيموين "أخيرا انتهت هذه القذارة. يمكن الآن للحياة أن تبدأ من جديد".
أما أدريان براكون الذي لم يقتله بريفيك لأنه وجد أنه يشبهه إلى حد كبير، فقد كتب على حسابه على تويتر متوجها إلى بريفيك "لقد انتهيت".
وقالت أوني أسبيلاند ماركوسن التي فقدت ابنتها التي كانت تبلغ من العمر 17 عاما للموقع الإلكتروني لصحيفة افتنبوست "أشعر بارتياح كبير. أشعر أنه تم احقاق العدل. الآن أعلن أنه مسؤول جزائيا وعليه تحمل كل المسؤولية عما ارتكبه، وأن يمضي عقوبة في السجن"
جدير بالذكر أنه في 22 يوليو 2011 قتل بريفيك 77 شخصا، 8 في اعتداء بالقنبلة على مقر الحكومة في أوسلو، ثم 69 معظمهم فتيان في إطلاق نار عشوائي على مخيم صيفي للشبيبة العمالية في جزيرة أوتويا.
وادعى المتطرف اليميني أنه هاجم العماليين الذين يحكمون البلاد بسبب السياسة التي ينتهجونها في مجال الهجرة، والتي قال إنها تعزز التعددية الثقافية.
وخلال محاكمته بتهمة ارتكاب إحدى أسوأ المجازر التي شهدتها أوروبا في وقت السلم، اعترف بريفيك بارتكاب المجزرة، إلا أنه ادعى البراءة وبرر عمله بالقول إنه "فظيع لكنه ضروري" ويهدف إلى حماية النروج من "الاجتياح الإسلامي"
وأثارت هذه الهجمات صدمة شديدة الوقع في هذا البلد الإسكندنافي الهادئ، وكشفت عدم جهوزية السلطات وخصوصا الشرطة.