كشف الرئيس النيجري محمدو آيسوفو أن بلاده تلقت معلومات عن وجود جهاديين أفغان وباكستانيين يقومون بتدريب أفراد من الجماعات الإسلامية شمالي مالي المجاورة.
وقال أيسوفو، حسب ما أوردت رويترز "يقوم هؤلاء بتدريب الذين تم تجنيدهم في غرب إفريقيا"، وأضاف "ينبغي إصدار قرار بحيث يكون هناك تدخل عسكري إذا أخفقت المفاوضات".
ومنذ سيطر مقاتلون من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وجماعة أنصار الدين على شمالي مالي في 6 أبريل العام الجاري، باتت المنطقة ومدنها مسرحا لجماعات القاعدة التي نشطت طوال سنوات في الصحراء.
وقال مصدر لموقع سكاي نيوز عربية إن أنصار الدين والقاعدة، اللتين تسيطران على تمبكتو، أقامتا معسكر تدريب خارج المدينة، بغية تدريب عناصر يتم تجنيدهم من أبناء المنطقة.
وأضاف أيسوفو "في شمال مالي القوى المهيمنة هم الجهاديون ومهربو المخدرات، وكل شيء منسق (بينهم) من الصحراء حتى الصومال".
وتابع "اعتقد أن كل المنظمات تتعاون في ما بينها سواء الشباب في الصومال أو بوكو حرام في نيجيريا أو القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الجزائر والساحل عامة حتى أفغانستان".
وشدد على "أن ما يهمنا هو ألا يتحول الساحل إلى أفغانستان جديدة"، مؤكدا أن النيجر استطاعت حتى الآن "حماية أراضيها" لكنها تخشى دائما محاولات تركيز مجموعات إسلامية مسلحة.
وتشهد مدينة غاوو شمالي مالي، التي تتخذها الحركة الوطنية لتحرير أزواد عاصمة لها بعد إعلان استقلال لم يعترف به العالم، نشاطا لجماعة "التوحيد والجهاد" المكونة من أفراد متعددي الجنسيات.
وقامت الأخيرة بعد دخول المدينة باختطاف أعضاء القنصلية الجزائرية بمن فيهم القنصل الجزائري شمالي مالي.
ومؤخرا حاولت الحركة الوطنية لتحرير أزواد (طوارق) فتح حوار مع زعيم حركة أنصار الدين إياد أغ غالي، إلا أن جهود المحادثات لم تسفر عن تقدم كبير.
ويعتبر أغ غالي، الزعيم الثوري الشهير شمالي مالي، أكبر زعيم لحركة إسلامية في الصحراء، وتنشط بجوار حركته جماعات من القاعدة، ومن التوحيد والجهاد.
وعرف إياد أغ غالي بعلاقاته الوثيقة مع الجماعات الإسلامية في باكستان خاصة جماعة التبليغ، وقد سافر عدة مرات إلى باكستان حيث أقام علاقات وطيدة مع شتى الأطراف.
وحسب مراقبين شمالي البلاد يطمح أغ غالي والمجموعات الإسلامية المنضوية تحت لوائه إلى إقامة إمارة إسلامية جهادية، إلا أن حركة تحرير أزواد ترفض هذا النوع من الطرح الذي تعتبره حسب المسؤولين فيها عائقا في وجه إقامة دولة مدنية وديمقراطية يمكن للعالم أن يعترف بها.
ويلقي أعضاء من الحركة باللوم على إياد متهمين إياه بمحاولة إفشال مشروع دولة أزواد التي أعلنها الطوارق من جانب واحد.
وبعد الانقلاب العسكري في 22 مارس ضد حكم الرئيس أمادو توماني توري، وجدت مالي نفسها مقسمة إلى شطرين، وأصبح شمال البلاد الذي تبلغ مساحته مساحة فرنسا وبلجيكا مجتمعتين، تحت سيطرة مجموعات إسلامية مسلحة والطوارق.