في مايو 2007، ارتقى رجل قصير القامة يرتدي بنطالاً قصيراً وحذاء للجري سلم القصر الرئاسي الفرنسي، مدشناً أول يوم له في المنصب الذي سيشغله على مدى خمسة أعوام تالية.. إنه نيكولا ابن المهاجر المجري بال استيفان ساركوزي.
رغم أن الرجل القصير كان معروفاً للفرنسيين، إذ سبق له أن شغل منصب وزير الداخلية، غير أن طريقته الجديدة في الظهور أمام وسائل الإعلام دفعت كثيراً من الفرنسيين إلى الاعتقاد بأنهم مقبلون على شيء جديد.
وفي بلد كانت تترد فيه عبارة الملك لويس الرابع عشر "أنا الدولة" على لسان الرؤساء، كانت رسالة ساركوزي واضحة: فرنسا التقليدية في حاجة إلى تغيير في صورتها الذاتية.
ولم تكن فكرته عن التغيير كما كان يظن العديد من الفرنسيين، فقد كان أول رئيس يطلق زوجته ويتزوج مرة أخرى أثناء الحكم.
ففي أكتوبر 2007 أعلن الطلاق بين الزوجين نيكولا وسيسليا، وفي فبراير 2008 تزوج من المغنية كارلا بروني.
وسبق لساركوزي أن تزوج من ماري دومنيك كوليولي (في سبتمبر 1982) ولكنهما أعلنا الطلاق في العام 1996.
أخبار ساركوزي كانت تنشر في الصحف، وغالباً ما كانت تصب في تأكيد أو نفي لأخبار ذات علاقة بالفساد أو الفضائح.
ويبدو أن هذا التغيير هو الأهم الذي شهده القصر الرئاسي الفرنسي، إذ لم يتمكن ساركوزي من تغيير الأوضاع الاقتصادية وتطويرها، وتفاقمت الأمور، خصوصاً بين المهاجرين.
في السادس من مايو 2012، انهارت حياة ساركوزي السياسية التي بناها بدقة بعدما خسر في الجولة الثانية أمام فرانسوا هولاند، ذلك الاشتراكي المتواضع ذو النظارة الطبية.
فشل ساركوزي في جعل قصر الرئاسة أكثر شباباً، ولم يقتنع الفرنسيون بالصورة الجديدة لبلادهم، فعادوا إلى الاشتراكية بعد غياب دام 17 عاماً.
وإضافة إلى سابقة طلاقه وزواجه أثناء الحكم، أصبح ساركوزي أول رئيس فرنسي يخسر منصبه بعد ولاية واحدة منذ فشل فاليري جيسكار ديستان في إعادة انتخابه في عام 1981.