باتت الانتخابات الأميركية على صفيح ساخن بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق، دونالد ترامب، والتي أشعلت الأجواء ورفعت مستوى القلق من تداعيات هذا الحادث.
ووصف أنصار ترامب المرشح الجمهوري بأنه بطل، مستغلين صورته وأذنه الملطخة بالدماء وقبضته المرفوعة، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.
الوكالة أوضحت في تقرير لها أن مستشاري الرئيس السابق وأنصاره تحولوا نحو الهجوم على منافسه الديمقراطي الرئيس جو بايدن، قائلين إن شيطنة المرشح الرئاسي الجمهوري هي التي أدت إلى محاولة الاغتيال.
وقال السناتور الأميركي جيمس ديفيد فانس عن ولاية أوهايو، وهو مرشح بارز لمنصب نائب ترامب، على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "ماحدث ليس مجرد واقعة منفردة.. الفرضية الأساسية لحملة بايدن هي أن الرئيس دونالد ترامب فاشي استبدادي يجب إيقافه بأي ثمن. وأدى هذا الخطاب مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب".
وتحرك بايدن سريعا في محاولة لنزع فتيل التوتر، وندد بالهجوم ووصفه بأنه عنف سياسي غير مقبول وسحب الإعلانات الانتخابية التي تهاجم ترامب.
وقال بايدن للصحفيين: "لا مكان في أمريكا لهذا النوع من العنف.إنه أمر مقزز".
ومن المرجح على المدى القصير أن يعزز هذا الهجوم التأييد لترامب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يعقد في ميلووكي هذا الأسبوع ويقبل خلاله ترشيح الحزب للرئاسة، وكذلك الشعور بالظلم لدى أنصاره تجاه الطبقة السياسية في البلاد.
وفي غضون ساعات من إطلاق النار، أرسلت حملة ترامب رسالة نصية تطلب من الناخبين المساهمة في الحملة، وجاء في الرسالة: "إنهم لا يلاحقونني، بل يلاحقونكم".
كما سارع الملياردير إيلون ماسك، والملياردير بيل أكمان، للتعبير عن تأييدهما لترامب.
وقال ماسك عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس، التي يملكها: "أنا أؤيد الرئيس ترامب بشدة، وآمل في شفائه سريعا".
من جانبه، نشر كريس لاتشيفيتا، المدير المشارك لحملة ترامب، على منصة إكس: "منذ سنوات وحتى اليوم، يدلى الناشطون اليساريون والمتبرعون لحملة الحزب الديمقراطي، والآن حتى جو بايدن، بتصريحات وأوصاف مثيرة للاشمئزاز متعلقة بواقعة إطلاق النار على دونالد ترامب.. حان وقت محاسبة المسؤولين عن ذلك.. وأفضل سبيل لذلك يكون عبر صناديق الاقتراع".
ويبدو أن لاتشيفيتا كان يشير إلى تصريحات أدلى بها بايدن في الآونة الأخيرة في سياق مطالبة مؤيديه بالتركيز على التغلب على ترامب بدلا من التركيز على أدائه.
وقال بايدن، الذي يندد دوما بأي أعمال عنف سياسي: "لقد انتهينا من الحديث عن المناظرة، وحان الوقت لوضع ترامب في دائرة الضوء".
وتواجه الولايات المتحدة أكبر زيادة في أعمال العنف ذات الدوافع السياسية وأكثرها استمرارية منذ سبعينيات القرن الماضي.
وعلى الرغم من كونه رئيسا سابقا، فقد نفذ ترامب حملته الانتخابية باعتباره متمردا من خارج دائرة السلطة، وشكا من أنه مستهدف منذ فترة طويلة من قبل "الدولة العميقة" وإدارة بايدن لمنعه من العودة إلى السلطة.
ويستخدم في العادة خطابا عنيفا ومهينا وحتى مروعا في أثناء قيامه بذلك، ويحذر من حدوث "حمام دم" إذا لم يتم انتخابه، وقال إن المهاجرين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة "يسممون دماءب لادنا".
وأبدى بعض الجمهوريين انزعاجهم بالفعل من استمراره في تأجيج النار.
وقال تشيب فيكل، وهو ناشط جمهوري في ولاية ثاوث كارولينا ومن معارضي ترامب "إذا لم تكن البلاد برميل بارود من قبل، فهي الآن كذلك".
وقال براد بانون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، إن إطلاق النار يمكن أن يفيد ترامب سياسيا لأنه يدعم رواية حملته الانتخابية بأن البلاد خرجت عن المسار الصحيح.
وأضاف بانون أن "محاولة الاغتيال تثير التعاطف مع ترامب... كما أنها تؤكد للناخبين فكرة أن هناك شيئا خاطئا بشكل أساسي في هذه الأمة، وهي فكرة تعزز الدعم له".