لم تأخذ أي انتخابات رئاسية أميركية سابقة هذا الزخم الذي تأخذه الانتخابات الحالية على الأقل في العقود الأخيرة، حيث تنتقل المنافسة من برامج المرشحين إلى شخص المرشح.
فالمرشح الجمهوري دونالد ترامب وحتى وقت قريب كانت ترشحه على المحك إثرى ملاحقات قضائية أنهت الجدل بشأنها المحكمة العليا الأميركية قبل أيام. أما الرئيس الحالي والمرشح الديمقراطي جو بايدن فحتى الآن هناك جدل واسع ومتصاعد بشأن إمكانية ترشحه نظرا لوضعه الصحي فمن يحسم هذا الجدل بشأن بقاء أو انسحاب بايدن؟
البيت الأبيض قال إن الرئيس بايدن سيتابع حملته الانتخابية وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جون بيير أنه لم تتم مناقشة فكرة استقالة بايدن في حال لم يستمر في حملته الانتخابية.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن بايدن أخبر أحد المقربين منه بأنه يدرك أنه قد لا يتمكن من إنقاذ ترشيحه إذا لم يستطع إقناع الجمهور في الأيام المقبلة بأنه مؤهل لهذا المنصب.
وقالت الصحيفة إن بايدن يعرف أن ظهوره القادم يجب أن يكون ناجحا بما في ذلك المقابلة التليفزيونية أيضا والزيارات التي سيجريها ضمن حملاته في عدة مدن وولايات أميركية ونقلت نيويورك تايمز عن مصدر مقرب من بايدن أنه إذا تكرر آداؤه السيء فسيكون الوضع مختلفا بحدود نهاية هذا الأسبوع هذا وكشفت مصادر مطلعة في الحملة الانتخابية للرئيس بايدن أن نائبة الرئيس كامالا هاريس هي البديل الأول له إذا قررت تنحي عن السباق الرئاسي وأضافت المصادر أن هاريس تتمتع بسمعة جيدة مقارنة بالبدائل المطروحة وهي تحظى بأكبر نسبة تأييد في استطلاعات الرأي بين الديمقراطيين.
يوضح الخبير الاستراتيجي للحزب الديمقراطي، إليس هينيكان، في حديثه مع غرفة الأخبار على قناة "سكاي نيوز عربية"، أن قرار الانسحاب أو الاستمرار يعود بشكل نهائي إلى الرئيس جو بايدن. ومع ذلك، فإن كافة الأعضاء الديمقراطيين بدءًا من نيويورك وصولاً إلى لوس أنجلوس لديهم آراؤهم الخاصة حول هذا الموضوع، والعديد منهم يعبر عن عدم الرضا بشأن الوضع الحالي.
- يواجه بايدن ضغوطًا كبيرة من جميع الجوانب، ولكن في النهاية يبقى اتخاذ القرار بيديه هو شخصياً.
- السياسة معقدة للغاية ويصعب التنبؤ بها بدقة.
- كان هذا الأسبوع تحديًا كبيرًا للرئيس جو بايدن، و من المحتمل أن يواجه كلا من ترامب وبايدن فترات مليئة بالتحديات وأخرى تتخللها جوانب إيجابية لكل منهما خلال الفترة المقبلة.
- لقد أثبت بايدن كفاءته كرئيس بشكل ملحوظ، حتى في ظل وجود تفاوت في آراء الجمهور حيال سياساته.
- جميع الأفراد المطروحة اسماؤهم يتميزون بنقاط إيجابية وسلبية على حد سواء. ومن ضمن هؤلاء الأشخاص كامالا هاريس، التي قد لا تكون ذات شعبية واسعة، لكنها تظل في مستوى مقبول ومتوسط وليست سيئة بالضرورة.
- الوضع الحالي للديمقراطيين ليس في أفضل حالاته. لو أن جو بايدن لم يظهر ذلك الضعف في المناظرة، ولما أثيرت أسئلة بشأن قدراته الذهنية.
- قد يكون الرئيس دونالد ترامب معرضًا لدخول السجن نظراً لتورطه في قضايا جدلية، وهو شخصية لا تحظى بشعبية كبيرة بين العديد من الأمريكيين. وفي النهاية، يقع على عاتق الناخبين الاختيار بين مرشحين غير مثاليين.
من جهته يقول الدبلوماسي السابق السفير مسعود معلوف، أن الرئيس بايدن يتمتع بالسلطة المطلقة في تحديد تصرفاته ومصيره، على الرغم من التقارير المتضاربة من الأفراد الذين يزعمون أنهم تحدثوا معه.
- شير المزاعم إلى أن الرئيس بايدن سيؤجل قراره حتى نهاية هذا الأسبوع بعد زيارته الانتخابية لولايتي ويسكونسن وبنسلفانيا، في المقابل، يؤكد آخرون أن بايدن مصمم على خوض المعركة الانتخابية حتى النهاية ولن يتراجع عنها.
- إذا لم يتنازل الرئيس بايدن طوعًا عن الترشح، فإن ذلك قد يشكل تحديًا كبيرًا للحزب الديمقراطي الذي سيعقد مؤتمره لتحديد مرشحه الرسمي في التاسع عشر من الشهر القادم في شيكاغو.
- يتمتع الرئيس بايدن بدعم حوالي أربعة آلاف مندوب ملتزم بالتصويت له حصريًا ما لم ينسحب من السباق. وهذا يعقّد الوضع داخل الحزب حيث يوجد تيار قوي يدعو لتنحيه مقابل آخر يدعمه رغم تحدياته الجلية.
- من المنتظر أن تكون هذه الانتخابات الرئاسية مختلفة عن سابقاتها إذا استمر الرئيس بايدن في السباق، حيث سيتم التركيز فيها ليس على البرنامج الانتخابي لكل مرشح بقدر ما سيكون على شخصيتهما.
- يعمد الرئيس ترامب إلى تسليط الضوء على شخصية الرئيس بايدن وصحته العقلية والبدنية، مع توجيه حملات دعائية تركز على زلات لسانه وسلوكه، ليس فقط خلال المناظرات بل أيضاً خلال الأشهر القليلة الماضية.
- تتعالى دعوات من شخصيات بارزة داخل الحزب الديمقراطي بضرورة البحث عن مرشح بديل يمكنه مواجهة الرئيس ترامب، ويُعزى قلق الحزب الديمقراطي إلى المخاوف ليس فقط من فقدان السيطرة على البيت الأبيض، ولكن أيضاً نتيجة للتغيرات الكبيرة التي قد تطرأ على الولايات المتحدة في حال عودة الرئيس ترامب إلى سدة الحكم.
- الرئيس باراك أوباما غير مؤهل للترشح لفترة رئاسية جديدة بموجب الدستور بعد أن أكمل ولايتين في منصبه.
- تشمل الأسماء المتداولة نائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، إلى جانب أسماء أخرى تتمتع كل منها بصفات إيجابية. وعلى الرغم من أن الأغلبية منهم معروفون جداً على مستوى ولاياتهم، إلا أن تأثيرهم على المستوى الوطني لا يزال محدوداً.
- سواء استمر الرئيس بايدن في منصبه أو لم يستمر، تظل كامالا هاريس المرشحة الأوفر حظًا، نظرًا لخبرتها المكتسبة من شغلها منصب نائب الرئيس على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية.
- تتيح معرفة كامالا هاريس العميقة بالبيت الأبيض وبالقضايا التي يتعامل معها الرئيس القدرة على الاستمرار في بناء وتعزيز برنامج بايدن الانتخابي. وذلك يشمل أيضاً البناء على الإنجازات التي تم تحقيقها والإنجازات التي كان يسعى إلى تحقيقها حال قرر استكمال مسيرته الانتخابية.
- الوضع الحالي للحزب الديمقراطي، يصب في مصلحة الرئيس ترامب.
- ولم تكتسب كامالا هاريس الشعبية الكافية داخل الولايات المتحدة. ومع ذلك، لديها الوقت لتعزيز حضورها بزيادة خطاباتها وزياراتها لمختلف الولايات؛ خاصة إذا قرر الرئيس بايدن الانسحاب.
- توجد عدد من الولايات التي يُعتبر قرارها محسومًا لصالح الرئيس ترامب والحزب الجمهوري، وعدة ولايات أخرى مضمونة للرئيس بايدن في حال استمراره بالترشح.
- يوجد سبع ولايات تُصنَّف ضمن "الولايات المتأرجحة". هذه الولايات كانت يمكن أن تظل داعمة للرئيس بايدن وأن تسهم في إعادة انتخابه ودخوله إلى البيت الأبيض، كما حدث في عام 2020 إلا أن دعمه غير المشروط والمطلق لإسرائيل في نزاعها مع النساء والأطفال الفلسطينيين في غزة أثار جدلاً وأثر على مواقفه فيها.