سجال جديد بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب تصريحات نتنياهو بشأن إمدادات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل. هذه التصريحات وصفها البيت الأبيض بالمهينة والمزعجة للولايات المتحدة.
ورغم هذه الخلافات إلا أنه من المقرر أن يجتمع كلا من وزير الخارجية الأميركي ومستشار الأمن القومي الأميركي مع مسؤولين إسرائيليين لبحث العديد من القضايا، لقاء يبدوا أنه محاولة لتخفيف التوتر بين واشنطن وتل أبيب، خاصة بعد اتهام نتنياهو لبايدن بحجب شحنات من الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.
ومع تصاعد الخلافات بين الرجلين بشأن ملف غزة لا يرى المسؤولون الأميركيون طريقا واضحا لإنهاء الحرب، مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار في ظل إصرار كلا من حماس وإسرائيل على شروطهم دون إبداء أي نوع من المرونة من أجل التهدئة.
أوضح الباحث في السياسة الخارجية، جاستن توماس راسل، خلال مقابلته مع غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، أن بنيامين نتنياهو هو المسؤول الأساسي عن الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأرجع سبب ذلك إلى تصرفاته الشخصية والضغوط المحيطة به داخل إسرائيل، بالإضافة إلى أسلوبه في قيادة العمليات العسكرية دون الحصول على الدعم السياسي اللازم أو وجود رؤى مستقبلية لنهاية الحرب ووقف إطلاق النار.
- يواجه نتنياهو تحديًا كبيرًا يتمثل في تدهور علاقاته مع الولايات المتحدة، حليفه الأبرز.
- بدأت الإدارة الأميركية بممارسة ضغوط ملموسة على حكومة نتنياهو لوقف الأزمة الإنسانية المتفاقمة والعمليات العسكرية في غزة.
- أعربت إدارة بايدن والحكومة الأميركية بمختلف أطيافها السياسية عن دعمها الواضح لإسرائيل، مؤكدين على أهمية الدفاع عن سيادتها وحماية مواطنيها وحقها في الوجود دون تردد أو تفاوض.
- تم التعبير مراراً وتكراراً عن تحفظات من قبل العديد من المسؤولين داخل الإدارة الأميركية، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان وحتى الرئيس الأميركي نفسه، حيث أكدوا جميعاً لنتنياهو على عدم إمكانية الاستمرار في نهج سياسة "الأرض المحروقة".
- إذا واصل نتنياهو تبنى سلوكاً غير ناضجٍ وتوجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة نحو الولايات المتحدة بوقف توريد الأسلحة، وهي مزاعم نفتها وزارة الدفاع الإسرائيلية بشكل قاطع، فإن التوترات ستبقى قائمة.
- تؤكد الولايات المتحدة أنها لن تتدخل في الانتخابات الإسرائيلية، مشددة على أن مسؤولية اختيار ممثلي الشعب الإسرائيلي تقع بشكل كامل على عاتق المواطنين من خلال عملية ديمقراطية تسهم في ضمان أمن واستقرار بلادهم.
- رغم الاعتقاد السري لدى البعض بأن بيني غانتس قد يكون أكثر عقلانية وربما يفهم العالم الجيوسياسي بصورة أفضل، إلا أن الموقف الأساسي لا يتغير؛ الولايات المتحدة والإدارة الأميركية، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، ستظل دائماً تقف جنباً إلى جنب مع الحكومة الإسرائيلية.
- الشعب الأميركي يؤمن بضرورة وجود دولة يهودية حقاً وأن لدولة إسرائيل الحق في الوجود وحماية مواطنيها.
- استغل نتنياهو العلاقة الأميركية الإسرائيلية وحاول تسخيرها لأهدافه السياسية الشخصية.
- يأمل نتنياهو، عودة ترامب إلى الساحة السياسية لوجود تقارب بينهما أو على الأقل تشابه في توجهاتهم السياسية.
- أنظمة الدفاع الإسرائيلية والقبة الحديدية غير قادرة على التعامل مع حرب أو صراع في جبهتين مختلفتين.
- الولايات المتحدة تظل داعمة لحق إسرائيل في الوجود وستبقى حليفًا للشعب الإسرائيلي، ومع ذلك، لا يمكنها تأييد رئيس وزراء إسرائيلي يستغل أزمة إنسانية لتحقيق مكاسب سياسية شخصية، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بكل من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
من جهته، يرى الكاتب والباحث السياسي إلحنان ميلر أن بنيامين نتنياهو يواجه مأزقًا سياسيًا حقيقيًا ويحتاج لدعم اليمين المتشدد في منافسته على أصوات الناخبين في الانتخابات القادمة. لذلك، يستخدم ورقة الخلاف مع الولايات المتحدة لكسب ودّ هذا التيار.
- يعرض نتنياهو بتصرفاته العلاقات الخاصة والمتميزة التي تربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل للخطر الشديد.
- تعد الولايات المتحدة الحليف الوحيد لإسرائيل على الساحة الدولية، سواء من حيث الدعم السياسي أو استعمال حق الفيتو في الأمم المتحدة أو فيما يتعلق بالأسلحة.
- نتنياهو مرتبط بالكامل وبشكل تام باليمين المتشدد، بهدف بقائه في السلطة.
- إنهاء الحرب سيفضي إلى تشكيل لجنة تحقيق لتقصي الحقائق حول الإخفاقات وفشل الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك عدم إحراز تقدم ملموس في هذه الحرب وعدم إعادة المختطفين إلى ديارهم، وعدم تحقيق الأهداف المعلنة التي وضعت بسقف عالٍ جداً.
- من الصعوبة بمكان التنبؤ بدقة المدى الفعلي للأضرار التي ألحقها نتنياهو بسمعة إسرائيل لدى الإدارة الأميركية، فضلاً عن حجم التوتر وسوء العلاقات غير المسبوق بين الجانبين.
- يتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لانتقادات من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك التيار اليميني الإسرائيلي.
- تُعبّر هذه الانتقادات عن القلق بشأن تآكل هيبة إسرائيل ومكانتها الدولية، وتحويل القضية الإسرائيلية إلى مسألة حزبية ضيقة يشكّل خطراً بالغاً على موقف إسرائيل على الساحة العالمية.
- لا يمكن لرئيس أو لإدارة أميركية أن تعلن بشكل صريح رغبتها في تغيير بنيامين نتنياهو، ولكن من خلال لغة هذه الإدارة وتصريحات قيادتها يتضح بجلاء أنها تفضل قيادة غانتس على قيادة نتنياهو.
- الإدارة الأميركية تعبر عن عدم رضاها تجاه تصرفات نتنياهو، نظرًا لانحيازه واعتماده على الحزب الجمهوري.
- تواجه حكومة نتنياهو حالة من الهشاشة الكبيرة في ظل انسحاب غانتس وآيزنكوت من الائتلاف الحاكم.
- هناك توافق واسع على أن أيام هذه الحكومة أصبحت معدودة، إذا تمكنت من الصمود حتى نهاية دورة الكنيست الصيفية، فقد تكون قادرة على الاستمرار حتى نهاية عام 2024 أو بداية عام 2025 ولكن احتمالية استمرارها حتى موعد الانتخابات الأصلي في 2026 تبدو ضئيلة للغاية.
- يعوّل نتنياهو بشكل كبير على فوز ترامب في الانتخابات الأميركية ويأمل بأن تتبنى الولايات المتحدة سياسة أكثر ودية ومرونة تجاه إسرائيل تحت إدارة يمينية جديدة.
- يراهن نتنياهو على الدعم المشترك من الحزبين الأميركيين لإسرائيل، إلا أن هذا الرهان يبدو خاسراً امام وجود مظاهرات حاشدة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة التي تنتقد إسرائيل، لا سيما داخل المعسكر الديمقراطي.