حذرت وزارة الأمن الداخلي الأميركي من مخاطر استغلال الذكاء الاصطناعي في محاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية التي ستجري نوفمبر المقبل.
وأوضحت الوزارة أن تقنيات الجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات، قد يساء استخدامها، بشكل يهدد الحملات الانتخابية ويؤثر على الأسس الديمقراطية لنظام الاقتراع.
وذكرت في بيان أن هناك مخاوف من أن توفر تقنيات الجيل الجديد فرصا لجهات محلية وأجنبية للتدخل في الانتخابات، أو استهداف بنيتها التحتية، وزرع الفتنة والتأثر على نتائج الاقتراع.
وبحسب رئيس مكتب الاستخبارات الأميركي السابق، جون كوهين، فقد بدأت بعض الأطراف بالفعل في تنفيذ مخططاتها، ومن المتوقع أن يتم استخدام أدوات التكنولوجيا بشكل أوسع يوم الانتخابات لإرباك الناخبين وتعطيل عمل الموظفين.
وعلى هذا الأساس، يرى المسؤول الأميركي السابق أن أول خطوة يجب أن تتخذها الإدارة الأميركية قبيل الانتخابات، هي توعية الجمهور الأميركي وإعداده لاختيار المحتوى المناسب إذ يعد الفئة المستهدفة الرئيسية.
من الضروري أيضا، على حد قول كوهين، اتباع خطة متطورة لتحديد المصادر الموثوقة وتصحيح المعلومات غير الدقيقة.
وفي السياق، بدأت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، العمل على دمج سيناريوهات الذكاء الاصطناعي في التدريبات الانتخابية.
البيت الأبيض بدوره، كان قد أعلن أن سبع شركات رائدة في مجال التكنولوجيا الذكية التزمت بمجموعة تدابير لإدارة المخاطر المحتملة منها ميتا (الشركة الأم لـ فيسبوك} ومايكروسوفت وغوغل ومنظمة "أوبن إيه أي".
وفي هذا السياق قالت الخبيرة في الأمن السيبراني أزيتا أرفاني إن الذكاء الاصطناعي يستخدم لمساعدة الأعمال والشركات لتحقيق إنتاجية أكبر، لكن نفس الأدوات متاحة لمن يرغبون في استخدامه ضد الديمقراطية والانتخابات، وشن معلومات مضللة.
وأضافت أزيتا في حديثها من لوس أنجلوس لبرنامج أميركا اليوم المذاع عبر قناة سكاي نيوز عربية أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبحت الحملات التي تستهدف الانتخابات أكثر تأثيرا بطرق عدة وتكلفة منخفضة مثل:
- فبركة الحسابات.
- الفيديوهات المزيفة والتي يسهل إنتاجها وقد تشمل تقليد أصوات شخصيات.
- الهجمات السيبرانية مثل اختراق بعض المعلومات الحساسة وتسريبها.
- نشر المعلومات الخاطئة والتلاعب بشأن أوقات التصويت ومراكزه.
- تسريع استخدام الطرق القديمة في استهداف الانتخابات.
الخبيرة في الأمن السيبراني شددت على ضرورة ألا يتم المبالغة في التعامل مع هذه المشكلات وإيجاد حلول من خلال الشراكة بين الحكومة وقطاع الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة.
سرعة الاكتشاف
ولفتت إلى أهمية اكتشاف أي إساءة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات في وقت قصير لأنه مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي وطريقة النشر عليها تبرز أهمية سرعة اكتشاف الأمر قبل حدوث تصويت وبشكل استباقي في بضع ثواني حتى لا ينتشر.
وفيما يتعلق بالصراع على الانتخابات الرئاسية بين جو بايدن و دونالد ترامب أكدت أزيتا أنه لا ينبغي للمرشحين استخدام الفيديوهات المزيفة لنشر معلومات خاطئة، لكن ما تخشاه هو من الأشخاص الذين يرغبون لأحد المرشحين أن يفوز ويمكنهم التدخل للقيام بهذه الأمور، والتعامل مع هذا الخطر على أنه طارئ وملح.
وأشارت إلى خطورة اعتماد معظم الأشخاص خاصة فئة الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي في الحصول على معلوماتهم وأخبارهم لا سيما تيك توك.
وخلصت الخبيرة في الأمن السيبراني إلى أهمية اعتماد إستراتيجية تضمن التأكد أن منصات التواصل الاجتماعي مسؤولة عن المحتوى الذي يتم نشره، وأن تحدد الأمور المزيفة وتتولى الأمر من المصدر قبل أن يتم توزيعه بشكل كبير، مع تثقيف الأشخاص بأهمية التوجه نحو المصادر الموثوقة للحصول على المعلومات، لا سيما إن رأوا أمرا غريبا أو غير منطقي.