أثارت القواعد الجديدة التي أقرتها شركة "ميتا" المالكة لمنصات "فيسبوك وإنستغرام وواتساب وثريدز"، بشأن تقليص ظهور المنشورات والحسابات السياسية للمتابعين، تساؤلات جمّة بشأن التأثير المنتظر على حملات المرشحين للانتخابات الأميركية.
أثارت القواعد الجديدة التي أقرتها شركة "ميتا" المالكة لمنصات "فيسبوك وإنستغرام وواتساب وثريدز"، بشأن تقليص ظهور المنشورات والحسابات السياسية للمتابعين، تساؤلات جمّة بشأن التأثير المنتظر على حملات المرشحين للانتخابات الأميركية.
وجاء من بين التغييرات الجديدة لميتا، عدم ترشيح ظهور المحتوى السياسي للمستخدمين عبر منصاتها على نحو افتراضي، على أن يقتصر الأمر على إظهار المنشورات الخاصة بالحسابات السياسية التي يتابعها المستخدم في منصتي "فيسبوك وإنستغرام"، ما أدى لمخاوف حملات المرشحين من الوصول إلى الجمهور الأمريكي المستهدف.
واستعرض سياسيون ومختصون في تكنولوجيا المعلومات في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، تأثير توجهات المنصات التابعة لميتا، وفي القلب منها "فيسبوك وإنستغرام" على الانتخابات التي تجرى نوفمبر المقبل، وسط تأهل داخلي أمريكي قبل المنعطف الأخير من السباق الانتخابي.
ماذا جرى في "ميتا"؟
- حللت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، طبيعة الإجراءات التي اتخذتها ميتا مؤخرًا، بالقول إنه بعد سنوات من الترويج لمجموعة تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها شريان الحياة للحملات الانتخابية، انفصلت "ميتا" عن السياسة، حيث قللت من ظهور المنشورات والحسابات التي تركز على السياسة على فيسبوك وإنستغرام، فضلاً عن فرض قواعد جديدة على المعلنين السياسيين.
- جاءت تلك القواعد على الرغم من ترويج مارك زوكربيرج لنفوذ شركته في السياسة، بعد أيام من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، في الوقت أجبر تحول ميتا بعيدًا عن الأحداث الجارية، الحملات الانتخابية على قلب تواصلها الرقمي في خطوة يمكن أن تغير انتخابات 2024، فبالمقارنة بين مارس 2020 إلى مارس 2024، شهدت كل من حملتي بايدن وترامب انخفاضًا بنسبة 60 في المائة في متوسط مشاركتهما لكل منشور على "فيسبوك".
- ومن المتوقع أن يتضاعف الإنفاق على الإعلانات السياسية على تلك وسائل التواصل من 324 مليون دولار في عام 2020، إلى 605 ملايين دولار في عام 2024، وفقا لتقديرات شركة التحليلات الرقمية "إماركتر".
- شبّه كبير مستشاري حملة ترامب، كريس لاسيفيتا، إجراءات ميتا لتقليل ظهور المحتوى السياسي على أنها "شكل من أشكال حظر الظل"، عندما تسمح شركات التكنولوجيا للمستخدمين بالنشر ولكنها تحدد "سراً" من يرى المحتوى.
ضغط على الحملات
من جانبه، اعتبر استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، محمد الحارثي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن قواعد ميتا الجديدة لتقليص ظهور المحتوى السياسي، ستمثل ضغطًا على حملات "بايدن وترامب" لابتكار أساليب جديدة للوصول إلى الناخبين المُحتملين.
وأضاف "الحارثي" أنّ هذه الإجراءات ستزيد من الضغط على الحملات الانتخابية لأن منصات "ميتا" تمكنهم من الوصول إلى تجمعات انتخابية كبرى وتسهل مهمة الترويج للبرامج الانتخابية ومعرفة ردود الفعل عليها، جنبًا إلى جنب مع إعطاء نسب ومؤشرات من خلال المنصات الرقمية فيما يتعلق بالمتواجدين ونسب تأييدهم ونسب قربهم أو ابتعادهم عن مرشح بعينه.
وأوضح أن تلك التغييرات ستدفع حملات بايدن وترامب لمزيد من التواجد على وسائل الإعلام التقليدية، والتوسع في عقد المؤتمرات واللقاءات الانتخابية، بالنظر لكون هذه المنصات تشكل مساحة كبيرة وخصبة للتواجد.
وبشأن التأثير على حملات بايدن وترامب، قال الحارثي إن "ترامب كان من أكثر النشطاء على إكس (تويتر سابقًا)، لكن بعد حذف وتقييد حساباته كانت هناك مساحة منفردة لبايدن ليعرض أراؤه، ومع ذلك تعرض للكثير من الهجوم مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي بسبب سياساته الخارجية".
تأثيرات متعددة
بدوره، قال أستاذ الاجتماع السياسي والمحلل المهتم بالشؤون الأميركية سعيد صادق، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه مع مضي "ميتا" في تخفيض المنشورات السياسية على منصتها، فمن المحتمل أن يكون لذلك تأثير كبير على الانتخابات الأمريكية المقبلة والمرشحين.
وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت "أداة حاسمة" للحملات السياسية للوصول إلى الناخبين والتفاعل معهم، ومن خلال الحد من المنشورات السياسية، قد يجد المرشحون صعوبة أكبر في التواصل مع مؤيديهم ونشر رسالتهم بشكل فعال، وهذا قد يجعل من الصعب على المرشحين الأقل شهرة اكتساب الشهرة والتنافس ضد السياسيين الأكثر شهرة مثل بايدن أو ترامب.
وأضاف: "بشكل عام، سيعتمد تأثير تقليل ميتا للمنشورات السياسية على الانتخابات الأمريكية المقبلة والمرشحين، على مدى فعالية تنفيذ هذه التغييرات وكيفية تكيف المستخدمين معها، فمن المحتمل أن يحتاج المرشحون إلى إيجاد طرق بديلة للوصول إلى الناخبين والتفاعل معهم خارج قنوات التواصل الاجتماعي التقليدية أو اللجوء لمنصات اجتماعية أخرى مثل إكس".