تصاعدت حدّة الأزمة الإنسانيّة في العاصمة الهايتيّة بور أو برنس، السبت، حيث هوجِمت مستشفيات وأُغلِقت بنى تحتيّة وتعاظمت التهديدات المحدقة بإمدادات الغذاء، غداة ليلة أخرى من الاشتباكات بين الشرطة والعصابات المسلّحة.
وحذّر رئيس بعثة المنظّمة الدوليّة للهجرة في هايتي فيليب برانشات، السبت، من أنّ "سكّان العاصمة يعيشون في عزلة وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه"، واصفا وضع "مدينة تعيش تحت الحصار".
وقال: "الأشخاص الذين يفرّون، غير قادرين على الاتّصال بأفراد عائلاتهم وأصدقائهم الموجودين في بقيّة أنحاء البلاد. العاصمة محاطة بالجماعات المسلّحة والمخاطر".
وتُهاجم العصابات الإجراميّة، التي تسيطر على معظم العاصمة وكذلك على الطرق المؤدية إلى بقية أنحاء البلاد، مراكز الشرطة والسجون والمحاكم منذ أيام عدة، في غياب رئيس الوزراء أرييل هنري الذي تطالب هذه العصابات باستقالته وهو مطلب أيضا لدى شريحة من السكان.
وبحسب آخر المعطيات فإن هنري عالق في بورتوريكو الأميركية بعد رحلة إلى الخارج.
وأعلنت الحكومة الهايتية حال الطوارئ في المقاطعة الغربية التي تضم بور أو برنس ومنع تجول ليلي يصعب تنفيذه، بينما أصبح الوضع يفوق طاقة الشرطة، كما أُغلقت الإدارات والمدارس.
ودعت مجموعة دول الكاريبي (كاريكوم) ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وكندا والأمم المتحدة إلى اجتماع الإثنين في جامايكا لمناقشة اندلاع أعمال العنف هذه.
وقال رئيس غويانا محمد عرفان علي، الذي يتولى الرئاسة الدورية لهذه المنظمة الإقليمية، إن البحث سيتناول "قضايا حاسمة لتحقيق الاستقرار الأمني وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة".
وبسبب الفلتان الأمني توقف مطار العاصمة عن العمل وكذلك الميناء الذي أوقف مشغله أنشطته، الخميس.
وحذرت منظمة "ميرسي كوربس" غير الحكومية من المخاطر التي تهدد إمدادات سكان أفقر دولة في الأميركيتين.
وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان الخميس: "مع إغلاق المطار الدولي، قد لا تصل المساعدات القليلة المقدمة حاليا إلى هايتي".
وأعربت عن قلقها من أن حاويات الشحن "تنهب" أو أنها لم تعد تصل، موضحة أنه "إذا لم يعد بإمكاننا الوصول إلى هذه الحاويات، فسوف تعاني هايتي الجوع قريبا".