سجّل الإنفاق العسكري العالمي في 2023 مستوى قياسيا وتاريخيا بعد تفاقم الأزمات حول العالم، سواء الحرب في غزة أو أوكرانيا والتوترات في تايوان والقطب الشمالي وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى الانقلابات بمنطقة الساحل الإفريقي، مما تسبب في انعدام الأمن حول العالم، وسط توقعات بزيادة أكبر بالميزانيات العسكرية للدول خلال عام 2024.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن (IISS)، باستيان جيغيريتش، قوله إن هذه الزيادة في الإنفاق الدفاعي خلال عام 2023 تدل على "تدهور الوضع الأمني بالعالم"، مرجعا ذلك للإنفاق العسكري الروسي والأوكراني والمساعدات العسكرية الغربية لكييف والحرب على غزة.
أبرز أرقام الإنفاق العسكري بالعالم
وفق التقرير السنوي الـ65 للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" البريطاني، بعنوان "التوازن العسكري" فإن الإنفاق العسكري حول العالم جاء كما يلي:
- ارتفع بنسبة 9 بالمئة ليصل لمستوى قياسي قدره 2.2 تريليون دولار في 2023.
- توقع زيادة الميزانيات العسكرية للدول في 2024 مع استمرار الحرب بأوكرانيا للعام الثالث وامتداد المخاوف الدولية بالشرق الأوسط في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة.
- ميزانية الدفاع بأوكرانيا ارتفعت 9 مرات لتبلغ 31.1 مليار دولار عام 2023 بدون التبرعات الأجنبية.
- روسيا زادت إنفاقها العسكري بنحو 108.5 مليار دولار.
- توقع أن تزيد موسكو ميزانيتها العسكرية بأكثر من 60 في المئة عام 2024 ليصل إلى 7.5 في المئة من ناتجها المحلي.
- الدول الأوروبية ودول الناتو أنفقت منذ 2014 منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم باستثناء الولايات المتحدة نسبة 32 في المئة.
- الولايات المتحدة تحتفظ بقيادة الإنفاق العسكري بنحو 41 في المئة من الإنفاق العالمي و70 في المئة من ميزانية الناتو.
- الصين زادت موازنتها العسكرية بنحو 70 في المئة مع روسيا من الإنفاق العسكري العالمي.
- 10 أعضاء أوروبيين أنفقوا 2 بالمئة من الناتج الاقتصادي على الدفاع داخل حلف الناتو عام 2023 وهما بولندا والولايات المتحدة واليونان وإستونيا وليتوانيا وفنلندا ورومانيا والمجر ولاتفيا وبريطانيا وسلوفاكيا.
- ألمانيا أنفقت 2 بالمئة للمرة الأولى في سابقة تاريخية هي الأولى منذ نهاية الحرب الباردة.
- وبحسب صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية، فإن تراكم الأزمات المسلّحة والحروب في العالم يأتي من غزة إلى أوكرانيا مروراً بتايوان مع تزايد عدد الجبهات المؤثرة في الصراعات، إذ تعرّض الفوضى العالمية الجديدة، قدرةَ الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها للإجهاد، وتستنزف قدراتهم العسكرية.
ماذا عن الإنفاق الدفاعي في 2022؟
وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، بلغت نسبة حجم الإنفاق العسكري لأكبر ثلاثة دول مُنفقة في عام 2022، وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا حوالي 56 في المئة من إجمالي الإنفاق العالمي، كما كانت أبرز الأرقام:
- أوروبا عززت قدرات جيوشها بنحو 480 مليار دولار وهو مستوى تاريخي لم تشهده القارة منذ الحرب الباردة بسبب حرب أوكرانيا.
- الولايات المتحدة كانت أكبر دولة بحجم إنفاقها العسكري وبلغ 877 مليار دولار ليشكل 39 بالمئة من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي وأكثر من 3 أضعاف ما أنفقته الصين.
- بكين جاءت بالمرتبة الثانية بنسبة 13 بالمئة وخصصت ما يقدر بـ292 مليار دولار لإنفاقها العسكري بزيادة قدرها 4.2 بالمئة عن عام 2021.
- بلغ حجم إنفاق دول آسيا وأوقيانوسيا مجتمعة 575 مليار دولار، ما يزيد بنسبة 7.2 بالمئة عما كان عليه عام 2021، و45 بالمئة عن عام 2013.
- اليابان زادت إنفاقها بنسبة 5.9 بالمئة ليصل إلى 46 مليار دولار وهو أعلى مستوى لها منذ عام 1960.
- بريطانيا كانت أكبر دولة تنفق على الأسلحة بأوروبا وجاءت بالمرتبة السادسة بإجمالي 68.5 مليار دولار.
ما أسباب زيادة الإنفاق الدفاعي في العالم؟
ووفق الخبير العسكري البريطاني مايكل كلارك لموقع " سكاي نيوز عربية"، فإن الصراع في أوكرانيا أجبر دول الغرب على إعادة النظر بتمويل قطاع الدفاع، كما أن الدروس المستفادة من القتال أثرت على تفكير الجيوش، التي رصدت ميزانيات أكبر لأسلحة المدفعية وأنظمة الطائرات المسيّرة، والزوارق البحرية المسيرة، مضيفا:
- التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بالعالم سواء في تايوان والقطب الشمالي وكوريا الشمالية بالإضافة إلى الانقلابات بمنطقة الساحل الإفريقي كانت وراء ارتفاع الإنفاق العسكري لتلك المستويات التاريخية في 2023 ، وأعتقد أن استمرار تلك الأزمات سيزيد حجم الإنفاق العسكري لمستويات غير مسبوقة خلال عام 2024.
- الهجوم الروسي على أوكرانيا دفع أوروبا إلى تقييم التهديدات الأمنية بشكل شامل وزادت من إنفاقها العسكري بشكل جماعي.
- الحرب الأوكرانية أثرت على التخطيط العسكري في عدة بلدان بعد إدراك جيوش تلك البلدان الحاجة لزيادة إنتاج المعدات العسكرية وبناء مخزونات أكبر من العتاد إن اضطرت لخوض حرب طويلة الأمد.
- المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا زادت من حجم هذا الإنفاق التاريخي.
- التنافس بين الولايات المتحدة والصين ساهم في إنفاق البلدين استثمارات كبيرة في مجال الدفاع وتطوير تقنيات عسكرية جديدة.
- الصين وفي ظل أزمة تايوان تحدث جيشها لردع أي تدخل وبناء جيش قوي يتناسب مع مكانتها الدولية المتنامية وأمنها ومصالحها.
- الحرب الإسرائيلية على غزة تنذر بزيادة حجم النفقات العسكرية في العالم خلال عام 2024.
- العالم دخل بيئة أمنية شديدة التقلب مع انتصار أذربيجان على أرمينيا والانقلابات في النيجر والغابون ودول الساحل الإفريقي.
- النزاعات بات تتطلب أنواعاً معينة من الأسلحة بخلاف الصراعات التقليدية لذلك نشهد انتشاراً في استخدام الطائرات المسيرة والاستثمارات في التكنولوجيات الجديدة وعودة الاهتمام بالمعدات مثل سلاح المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي.