يتبادل مستشارو دونالد ترامب وجو بايدن اللكمات هذا الأسبوع حول الرئيس الذي يتحمل "المزيد من اللوم" حول الأفعال الإيرانية "القاتلة" في المنطقة.
وتأتي هذه الاتهامات في الوقت الذي يدرس فيه البيت الأبيض رده على هجوم الأردن الذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين، مع مخاوف من أن يؤدي أي انتقام إلى زيادة تأجيج الوضع المضطرب بالفعل في الشرق الأوسط.
بحسب تقرير لصحيفة "بوليتيكو"، فإن القرارات العسكرية والسياسية التي أدت إلى هجوم الأردن كثيرة، ومنها:
- أمر ترامب باغتيال اللواء الإيراني قاسم سليماني.
- انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015.
- رفع بايدن العقوبات عن طهران.
- آلية رد بايدن على هجمات الميليشيات المدعومة من إيران على القوات الأميركية.
"الضربة لم تكن لتحدث لو كان ترامب رئيسا"
بعد ساعات فقط من ضربة يوم الأحد، اتهم كبار مسؤولي الأمن القومي الذين خدموا في عهد ترامب، وكذلك الجمهوريون في الكونغرس، بايدن بالفشل، وجادلوا بأن الضربة لم تكن لتحدث لو كان ترامب رئيسا.
قال روبرت أوبراين، آخر مستشاري ترامب للأمن القومي: "المشكلة الأكبر هي فشل الردع، تعتقد إيران ووكلاؤها أن بإمكانهم مهاجمة الولايات المتحدة مع الإفلات من العقاب، وهذا هو الحال منذ ثلاث سنوات، ضعفنا استفزازي".
"الانسحاب من الاتفاق النووي هو السبب"
ورد مسؤولو بايدن بأن الهجمات الإيرانية القاتلة حدثت تحت إشراف ترامب، وأصروا على أن تصرفات الرئيس السابق، بما في ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس باراك أوباما، شجعت طهران على أفعالها.
وقد جادل مسؤولو الإدارة في شهادة أمام الكونجرس وللمراسلين بأن مقتل سليماني دفع إيران ووكلائها إلى البحث عن فرص للانتقام.
واتهم المتحدث باسم بايدن أندرو بيتس مسؤولي ترامب السابقين والجمهوريين في الكونغرس بمحاولة "تسييس" هجوم الأحد.
وقال بيتس في تصريح لصحيفة "بوليتيكو": "إن محاولات الجمهوريين اليمينيين المتطرفين في الكونغرس ومسؤولي ترامب السابقين لتسييس أمننا القومي غير منطقية وتضر بسلامتنا وأمننا".
لكن هذا لم يمنع كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب من إلقاء اللوم على بايدن، وجادلوا بأن بايدن لم يرد بقوة كافية على أكثر من 160 هجوما شنها وكلاء مدعومون من إيران على القوات الأميركية في العراق وسوريا والآن الأردن، مما يظهر ضعفا شجع طهران على مواصلة الضربات.
وأشار جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأول لترامب، إلى أن أحد أسباب استمرار الهجمات وتكثيفها هو "أن إيران لا تدفع ثمن عدوانيتها على الإطلاق".
وقال ريك غرينيل، الذي شغل منصب القائم بأعمال مدير المخابرات الوطنية في إدارة ترامب وسفيره في ألمانيا، إن" الهجوم لم يكن ليحدث في عهد ترامب لأن الرئيس السابق كان لديه تهديد موثوق للغاية بالقيام بعمل عسكري، جو بايدن لا يتمتع بهذه المصداقية".
كما جادل مسؤولون سابقون في إدارة ترامب وجمهوريون في الكونغرس في الأسابيع الأخيرة بأن أمر الرئيس السابق باغتيال سليماني في غارة بطائرة بدون طيار في يناير 2020، أعاد الردع بعد دورة تصعيد مماثلة مع إيران.
لكن تلك الهجمات لم تتوقف بعد مقتل سليماني، وبعد خمسة أيام، ضرب 15 صاروخا قاعدة أمريكية في العراق، مما أدى إلى إصابة أكثر من 100 أميركي.
استمرت الهجمات على مدار عام 2020، بما في ذلك إطلاق وابل من الصواريخ على السفارة الأميركية في بغداد.
ورفض المسؤولون أيضا انتقادات فريق ترامب بأن إدارة بايدن كانت انتقائية للغاية في اختيار وقت الرد على هجمات وكلاء إيران، وأشاروا إلى أن فريق ترامب للأمن القومي اختار أيضا، في بعض الأحيان، عدم الرد.
علاوة على ذلك، سمح بايدن بشن سلسلة من الضربات منذ توليه منصبه، بما في ذلك القصف الأخير لمعسكرات الحوثيين والبنية التحتية والأسلحة.
وأشار المسؤولون أيضا إلى سجل من مصادرة النفط وتنفيذ أكثر من 50 عقوبة وإجراءات أخرى لتدمير الاقتصاد الإيراني.