تعهدت تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية، التي تُقاتل ضد الجيش المالي، باستمرارها في القتال، وتوسيع جبهاته، رغم خسارتها معقلها في إقليم أزواد شمال البلاد، وهو مدينة كيدال التي استعاد الجيش السيطرة عليها في نوفمبر الماضي.
في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، يحدّد ممثل تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية، سيد بن بيلا الفردي، الخطوات القادمة للحركات المنطوية في تحالف تقوده باسم "الإطار الاستراتيجي الدائم" (CSP) الذي خاض المعارك ضد الجيش وقوات مجموعة "فاغنر" الروسية المسلحة الخاصة المتعاونة معها.
وأعلن الجيش في 14 نوفمبر، سيطرته على المدينة التي دارت فيها وحولها معارك ضارية بينه وبين تحالف من الحركات الأزوادية الساعية للانفصال بالإقليم أو الحصول على الحكم الذاتي.
مرحلة جديدة
يقول بن بيلا الفردي عن خطط تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية:
• "الإطار الاستراتيجي" يخطّط الآن لمرحلة جديدة وأسلوب مختلف عمّا سبق لمواجهة الروس والتحالف الإقليمي الجديد، مالي وبوركينا فاسو والنيجر (في إشارة لما يتردد عن دعم تقدّمه بوركينا فاسو والنيجر لمالي خلال المعارك، وفق اتفاقية تحالف عسكري موقّعة في سبتمبر الماضي).
- ستكون هناك مواجهات معهم على سائر التراب الأزوادي (إقليم أزواد في شمال البلاد).
- الحركات الأزوادية لن تتراجع حتى السيطرة على كامل حدود إقليم أزواد.
وسبق الحركات الأزوادية، التي تتكوّن من الطوارق في معظمها بجانب عرب، والمنطوية تحت الإطار الاستراتيجي الدائم، توقيع اتفاقٍ للسلام مع الحكومة عام 2015 بوساطة جزائرية، بعد حرب بين هذه الحركات والجيش بدأت عام 2012، سعت خلالها للانفصال بأزواد.
وبعد انسحاب القوات الفرنسية من مالي العام الماضي، ثم بدء انسحاب قوات بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام "مينوسيما" من أزواد، تجددت المعارك بين حركات "الإطار الاستراتيجي" والجيش المالي، بدايةً من أغسطس حتى معركة كيدال في نوفمبر.
وفي 20 ديسمبر، أعلن "الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية" في أزواد الذي يضم مجموعات مسلحة (من العرب والطوارق)، في بيان "فرض حصار كامل على المحاور الممتدة من الحدود الجزائرية إلى مدن ميناكا وكيدال وغاو وتمبكتو وتودني".
وهذه المدن تعدّ الرئيسية في الشمال الذي يمتد على مساحة شاسعة بين موريتانيا ومالي والنيجر.
وعقب ذلك، أعلن الجيش المالي في بيان، أنه شنّ ضربات عند بلدة تين زاتين على الحدود الجزائرية، وقال متمرّدون انفصاليون إن هذه الغارات أسفرت عن قتل أحد أبرز قادتهم، وهو حسن آغ فاغاغا، رئيس السلطات المؤقتة في كيدال، قبل أن يستعيدها الجيش.
اتهامات لـ"فاغنر"
وفق الفردي، فإنّ مقاتلي "فاغنر" هم مَن قادوا القتال في شمال البلاد، متهما إيّاهم، بجانب الجيش المالي، بـ"ارتكاب انتهاكات بحق سكان كيدال بعد السيطرة عليها، ما بين قتل وملاحقة وتدمير ممتلكات"، إضافة لـ"حرق المراعي وتسميم الآبار"؛ حسب قوله.
إلا أنه يشير إلى أن "فاغنر" تعدت هذه "الانتهاكات" إذ "أضافوا لها تفخيخ جثث الضحايا، وقطع رؤوسهم"؛ ما زاد من حدة الاحتقان والعنف في المنطقة.
ولم يتسنَّ التأكّد من صحة هذه الاتهامات.
في المقابل، نفت التنسيقية وجود "مقبرة جماعية"، أعلن الجيش أنه اكتشفها في كيدال، قائلة إنها "ادّعاءات ملفَّقة".
كان الجيش المالي تحدَّث عن اكتشافه هذه "المقبرة الجماعية" في 16 نوفمبر، بعد استعادته السيطرة على كيدال من يد الحركات الأزوادية، وقال إن "المقبرة تُذكِّر بالفظائع التي ارتكبها الإرهابيون الخارجون عن القانون".
حديث ممثّل تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية، عن قيادة "فاغنر" معارك الجيش المالي في كيدال، تتوافق مع ما ذكرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، عقب هذه المعارك، بأن وحدات من الجيش كانت تحت إشراف المجموعة الروسية التي رفعت عَلَمها الأسود فوق قلعة كيدال بعد السيطرة عليها، في مؤشِّرٍ لهيمنتها على الأمور.
وحسب الصحيفة كذلك، شاركت "فاغنر" بـ600 مِن عناصرها في القتال، وكانوا في الخطوط الأمامية، ومنهم مَن كان يقود مقاتلات الجيش المالي ويدير المسيرات القتالية.
واستعانت السلطات المالية بمجموعة "فاغنر"، بدايةً من عام 2021، لتحل محل القوات الفرنسية التي طالبتها بالرحيل، قائلة إنها "فشلت" في المهمَّة الموكَّلة إليها وجاءت لمالي على أساسها، وهي محاربة الإرهاب في شمال ووسط البلاد.