يصف مراقبون السياسة الأميركية تجاه اليمن، وبالتحديد تجاه الحوثيين، بـ"المترددة"، فملف الأزمة الذي وضع لسنوات على الجانب من طاولة أولويات واشنطن، فتحته إدارة جو بايدن مرتين في غضون 4 سنوات.
وفتحت الإدارة الأميركية الملف في الأول لسحب ورقة تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب، وذلك في فبراير من عام 2021، وها هي تفتحه مرة أخرى للعدول عن القرار، الذي يبدو أنها أدركت تبعاته.
ومرت 4 سنوات عن قرار، وصفه مراقبون وقتها، بأنه عربون من واشنطن لطهران، يمهد لعقد صفقة كبرى جديدة مع إيران، ترتبط بملفها النووي والتهدئة في اليمن وملفات إقليمية أخرى.
لكن نشوب التصعيد في غزة واتساعه في المنطقة غير من التوجهات الأميركية، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن واشنطن تستعد لتسمية جماعة الحوثي المدعومة من إيران كمنظمة إرهابية عالمية.
ويقول خبراء ومحللون إن الدعم الإيراني واصل تدفقه نحو الحوثيين، ومكنهم من صناعة صواريخ محلية، بعيدا عن أعين ومسمع الاستخبارات الأميريكة، التي أصبحت وفق تقارير أميركية، لا تمتلك معلومات دقيقة عن تحركات المتمردين ومواقعهم، وكان تركيزها في اليمن ينصب على متابعة تحركات القاعدة.
وتلك واحدة من سلسلة إخفاقات الإدارات الأميركية المتعاقبة، أشار إليها "المجلس الأطلسي"، من بينها تجاهل خطر الحوثيين ورفض دعم جهود التحالف العربي لتحرير مدينة الحديدة الساحلية من قبضة المتمردين، التي تحوّل ميناؤها إلى نقطة مركزية في عمليات استهداف السفن.
محاولة توازن بين الموقفين الدفاعي والهجومي
- تحاول الولايات المتحدة تحقيق التوازن بين الموقفين الدفاعي والهجومي عبر مهمة حارس الازدهار لحماية الملاحة الدولية.
- تنتهج الإدارة الأميركية ضربات محدودة على الحوثيين، وصفت بالتأديبية، لكنها غير قادرة على تغيير الوضع.
- أميركا تتجنب مواجهة مباشرة مع إيران، وكذلك تتجنب الانخراط في صراع قابل للتوسع.
- التحديات الأميركية تأتي قبل الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي قد يؤثر على شعبية بايدن المتراجعة أصلا، حسب عدة استطلاعات للرأي.