مع نجاح الحزب الجمهوري في دفع مجلس النواب لفتح تحقيق رسمي مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تُهم فساد على أمل عزله، إلا أن تراجُع شعبية الرئيس بسبب حرب غزة قد يكون تحديا أكبر أمامه في انتخابات الرئاسة 2024.
وفي تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، يوضّح مهدي عفيفي، نائب الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن، دور حرب غزة في حملات الدعاية لمرشّحي الرئاسة، ودوافع الجمهوريين "الحقيقية"، كما يراها، وراء السعي لعزل الرئيس في هذا التوقيت.
ووافَق مجلس النواب، الأربعاء، على فتح تحقيق رسمي في إمكانية عزل بايدن على خلفية اتهامات مُوجّهة من الحزب الجمهوري له باستغلال نفوذه حين كان نائبا للرئيس الأسبق، باراك أوباما (2009-2017)، في مساعدة ابنه هانتر للقيام بأنشطة مشكوك في شرعيتها مع الصين وأوكرانيا.
وردّ بايدن على هذه الخطوة بأنها "حيلة سياسية لا أساس لها".
ردّ الصفعة
يقول عفيفي إن الموافقة على مناقشة عزل بايدن في مجلس النواب جاءت بالأغلبية الجمهورية، ولم يُصوِّت أحد من الديمقراطيين، مرجعا ذلك إلى المنافسة الحادة بين الحزبين:
- الحزب الجمهوري يخطّط منذ بداية ولاية بايدن (بعد انتخابات 2020) لعزله؛ ليردوا الصفعة على وجه الديمقراطيين الذين سعوا لعزل الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، مرتين.
- لا يوجد أي دلائل حقيقية حتى الآن تشير إلى تورّط الرئيس بايدن في أعمال تجارية مُخالفة عندما كان نائبا للرئيس الأسبق، باراك أوباما، والأمر ينطبق على ابنه.
- حتى لو تمت إدانة الرئيس في مجلس النواب، فمن المستحيل الموافقة على عزله في مجلس الشيوخ الذي توجد به أغلبية ديمقراطية بـ51 صوتا مقابل 49 صوتا للجمهوريين، وعزل الرئيس يتطلب ثلثي الأصوات على الأقل.
- الجمهوريون يحاولون تشويش صورة بايدن، خاصة أنه المرشح الرئاسي للديمقراطيين.
شعبية بايدن وحرب غزة
بالنسبة إلى تأثير فتح التحقيق على تشتيت جهود بايدن في حملته الرئاسية، يقول عفيفي إن صورته وشعبيته تأثرتا بالفعل، وذلك بعد الحرب على غزة، خاصة بين الشباب الذين أعمارهم من 19 سنة لما فوق.
ورغم أن قضايا داخلية مثل الاقتصاد والهجرة تأتي تقليديا في صدارة اهتمامات الناخب الأميركي، فإن هذه المرة اندفع ملف السياسة الخارجية إلى الواجهة بوضوح، خاصة سياسة البيت الأبيض تجاه الحرب في غزة وفي أوكرانيا.
وأظهر استطلاع للرأي، نشرت نتائجه شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية في 19 نوفمبر الماضي، أي بعد مرور أكثر من 40 يوما على الحرب على غزة التي قدم فيها بايدن دعما واسعا لإسرائيل، تراجع شعبيته بنسبة 40%، كما تراجع لأول مرة أمام منافسه في الانتخابات دونالد ترامب.
وحسب الاستطلاع، تجلى تآكل بايدن بشكل أكثر وضوحا بين الديمقراطيين، الذين يعتقد أغلبهم أن إسرائيل ذهبت بعيدا جدا في عملها العسكري في غزة، وكذلك بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، حيث رفض 70% منهم طريقة تعامل بايدن مع الحرب.
وقالت ميغ فوري، 40 عاما، وهي ديمقراطية من أوستن بولاية تكساس: "أنا لا أؤيّد دعمه لإسرائيل"، وبدوره، قال الديموقراطي زيكو شيل (23 عاما) من سان دييغو، عندما سئل عن سبب عدم موافقته على أداء بايدن: "الوعود الفاشلة، والقروض الطلابية، والسياسة الخارجية بشكل عام".
والاستطلاع أجراه خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي جيف هورويت من مؤسسة "Hart Research Associates" للأبحاث، بالتعاون مع مسؤول استطلاعات الرأي الجمهوري بيل ماكينتورف في مؤسسة "Public Opinion Strategies"، ووصف ماكينتورف نتائجه بأنها "مذهلة" فيما يخص تأثير حرب غزة، بينما يعول هورويت على "المفاجآت" المعتاد حدوثها خلال الانتخابات في تحسين فرص بايدن.