بشكل غير معلن سلفا، وبعد 4 أيام فقط من انضمامه إلى حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك، أجرى وزير الخارجية البريطاني دافيد كاميرون زيارة إلى كييف، هي الأولى من نوعها، وصفها مراقبون بأنها "إشارة قوية" إلى التزام بريطانيا بالدعم "غير المحدود" لأوكرانيا، في خضم حربها المتواصلة مع روسيا.
وبينما التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تعهد كاميرون بمواصلة الدعم البريطاني لأوكرانيا على المدى الطويل.
ويرى مراقبون ومحللون في أحاديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن زيارة كاميرون إلى كييف تأتي في خضم المخاوف الأوكرانية من انصراف دعم الحلفاء إلى الشرق الأوسط، حيث تحارب إسرائيل حركة حماس في قطاع غزة، وكذلك بعد التقارير الغربية عن فشل الهجوم المضاد الذي طالما أعدت له أوكرانيا قبل أشهر في إطار مسعاها لطرد القوات الروسية.
ماذا حدث في زيارة كاميرون لأوكرانيا؟
- رئيس الوزراء البريطاني بين عامي 2010 و2016، قال للرئيس فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ستواصل تقديم "الدعم المعنوي والدبلوماسي والاقتصادي، لكن قبل كل شيء الدعم العسكري، لأوكرانيا، ليس فقط هذا العام والعام المقبل، لكن طالما استمر الأمر".
- أضاف: "أردت أن تكون هذه رحلتي الشخصية الأولى. أنا معجب بقوة وتصميم الشعب الأوكراني".
- ناقش كاميرون في زيارته قضايا تتعلق بـ"التسليح والأمن البحري في البحر الأسود"، وفق الخارجية الأوكرانية.
- تقول صحيفة "غارديان" البريطانية، إن القلق تزايد في أوكرانيا بشأن مستقبل الدعم العالمي، حيث أخذ الصراع في الشرق الأوسط الانتباه بعيدا عن كييف، مع العديد من التساؤلات حول الدعم المالي الغربي مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية.
- تحدث زيلينسكي عن هذا الأمر، قائلا: "الآن، لا يركز العالم على الوضع في ساحة المعركة في أوكرانيا، حيث ينقسم تركيزه (على ساحات أخرى) وهذا لا يساعدنا حقا. نحن ممتنون لأن بريطانيا دعمت أوكرانيا دائما".
- كتب في وقت لاحق على "تلغرام": "أسلحة للجبهة، وتعزيز الدفاع الجوي، وحماية شعبنا والبنية التحتية الحيوية. أنا ممتن للمملكة المتحدة على دعمها".
- كانت بريطانيا واحدة من أكثر المؤيدين لأوكرانيا منذ بداية الحرب، حيث قدمت مساعدات باهظة، وتدريبا لعشرات الآلاف من القوات الأوكرانية.
- التقى كاميرون وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في كييف، حيث كتب الأخير على موقع" إكس"، "تويتر" سابقا، عقب اللقاء: "تظل المملكة المتحدة ثابتة في تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وزيادة إنتاجها المشترك، وتخليص البحر الأسود من التهديدات الروسية".
رسائل ودلالات
يقول الخبير والباحث في العلاقات الدولية تيمور دويدار، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن زيارة كاميرون إلى أوكرانيا، ترتبط بما يجري في الشرق الأوسط، حيث يرغب في تأكيد دعم بلاده لكييف في وقت تحول الاهتمام العالمي إلى الحرب في قطاع غزة.
وأضاف دويدار أنه "رغم ما نسمعه من تصريحات لكاميرون وتأكيد من قبل زيلينسكي على استمرار القتال، فإن الغرب يتجه نحو تسوية هذه الأزمة، لأن حلفاء كييف تأكدوا من عدم نجاحهم في مواجهة روسيا، ومن ثم يحاولون خفض التصعيد العسكري ومنع تفاقم الأزمات الاقتصادية لعدم الانزلاق في معاناة أكبر قد تؤدي إلى حروب واسعة أو حرب عالمية كبرى".
وأوضح أنه "ربما نرى تغيرا نسبيا في الموقف الغربي بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا تجاه أوكرانيا في الفترة المقبلة".