عندما أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أسفه لعدد القتلى المدنيين في غزة، الجمعة، كان ذلك بمثابة تحول طفيف ولكن ملحوظ في "اللهجة الأميركية" المستخدمة تجاه الحكومة الإسرائيلية.
فعلى مدار أسابيع، دعمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بقوة الهجمات العسكرية على غزة، لكن ارتفاع عدد القتلى في القطاع، والاحتجاجات الهائلة المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، والانزعاج المتزايد داخل البيت الأبيض، كل ذلك شكل ضغطا كبيرا على الموقف الأميركي.
وقال بلينكن خلال تواجده في نيودلهي: "لقد عانى كثيرون للغاية في الأسابيع الماضية.. نريد أن نفعل كل ما هو ممكن لمنع إلحاق الضرر بهم وزيادة المساعدات التي تصل إليهم لأقصى حد".
وأضاف بلينكن: "لتحقيق هذه الغاية، سنواصل مناقشة الخطوات الملموسة التي يجب اتخاذها مع إسرائيل لتحقيق هذه الأهداف".
ويقول مسؤولو الإدارة الأميركية إنهم حققوا نجاحا في بعض المجالات أثناء عملهم على تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة. أعلن البيت الأبيض الخميس أن إسرائيل وافقت على المضي قدما في وقف العمليات العسكرية يوميا لمدة 4 ساعات في مناطق شمال غزة.
غموض من الطرف الإسرائيلي
ووفقا لتقرير "سي إن إن"، الضغوط المستمرة التي تمارسها إدارة بايدن على إسرائيل "لتحسين خططها العسكرية وتحديد أهدافها" في غزة، لم تسفر عن نتائج واضحة من الطرف الإسرائيلي.
وأشار موقع "سي إن إن"، أن العديد من المسؤولين الأميركيين يريدون ردا إسرائيليا واضحا، بشأن مطالب واشنطن بتحديد وتحسين العملية العسكرية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
فحتى الآن، قُتل أكثر من 11 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وفقا للأرقام الأخيرة من وزارة الصحة الفلسطينية.
ولا تظهر شراسة العملية العسكرية الإسرائيلية أي علامة على التراجع.
ومع ذلك، استمرت الرسائل العامة – من بلينكن ومسؤولين أميركيين آخرين – في التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ورفض أي دعوات لوقف إطلاق النار.
وفي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، سعى بلينكن هذه المرة إلى "توضيح" هذا الموقف، في محاولة منه لصد الضغوط الخارجية والداخلية المتصاعدة، حول الدعم الأميركي لإسرائيل.