فرضت الأحداث الأخيرة والتصعيد المتبادل بين إسرائيل وحماس، حالة من القلق لدي النظام الأوكراني في ظل استمرار هجومهم المضاد على القوات الروسية.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حلف الناتو والولايات المتحدة تسببا في توريط أوكرانيا في نزاع مع روسيا، مرحبا بمقترحات الصين بشأن تسوية الصراع الأوكراني، ومؤكدا أنها يمكن أن تكون جزءا من اتفاقيات السلام، في حال كانت كييف مستعدة للتفاوض مع روسيا.
ميدانيا
على مدار الأيام الماضية، حسن الجيش الروسي مواقعة على الجبهة في أوكرانيا، بما في ذلك حول مدينة أفدييفكا القريبة من مدينة دونيتسك، التي كانت هدفا لهجوم واسع شنته القوات الروسية قبل أيام بهدف تطويقها.
كما نجحت القوات الروسية في التقدم بالجبهة الشرقية بمحيط "باخموت" وبالأخص على طول خط كليشيفكا -كورديوموفكا- أندريفكا على الجانب الجنوبي، الأمر الذي وصفه الجانب الأوكراني بانتهاز فرصة تصاعد الأحداث في الشرق الأوسط لفرض ضغط عسكري على كييف، بينما يرى الجانب الروسي أن الهجوم المضاد انتهى بالفعل.
فرصة سانحة
قال فاديم أريستوفيتش، الأكاديمي في الشؤون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إنه رغم التطمينات الغربية والأميركية بشأن استمرار الدعم وعدم تأثره بالأحداث الأخيرة، يسود القلق لدينا لعدة أسباب:
- الدعم الغربي بدأ بالفعل في المراجعة حتى من قبل اندلاع أحداث غزة.
- الدعم الأميركي أيضا يعاني من أزمات داخلية وبين غرف الكونغرس التي بها أصوات تطالب بوقف الدعم لكييف.
- الدعم الغربي والأميركي سيتم توجيهه بالطبع لبقعة المعركة الجديدة في الشرق الأوسط، وبتبعية سيوثر ذلك على معارك أوكرانيا.
ويُضيف أريستوفيتش، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن موسكو بالطبع بدأت في انتهاز الفرصة والضغط شرقا، لحسم معارك "باخموت" بالكامل.
وتابع قائلا: "موسكو لن تسمح باسترجاع باخموت بسهولة وهذا ما كشفته التحركات الأخيرة، كالدفع بأكثر من 10 آلاف مقاتل معظمهم من المسجونين ومسلحي فاغنر تجاه المدينة".
فشل الهجوم المضاد
الأحد، أعلن الرئيس الروسي فشل الهجوم المضاد الأوكراني في تحقيق أي مكاسب تذكر على الأرض، وفقا للتحليلات الغربية للأراضي التي تسيطر عليها روسيا وتبلغ نحو 17.5 في المئة من الأراضي الأوكرانية.
كما أكد بوتين تعزيز جميع مواقع القتال وبالأخص جنوبا وشرقا نحو محيط "باخموت"، التي تُعد بوابة روسيا الوحيدة للتقدم في دونيتسك، ولفتح الطريق نحو مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما من المدن الرئيسية في مقاطعة دونيتسك.
وهنا يقول هوفمان مارتشينكو، الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، إن القوات الروسية غيرت من تكتيكها وانتشارها في معظم الجبهات على مدار الأيام الماضية وقبيل أحداث غزة الأخيرة.
ويُضيف مارتشينكو، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الأحداث الأخيرة بالطبع تُعد في صالح روسيا ميدانيًا، فالغرب الآن وعلى رأسهم بريطانيا والولايات المتحدة، لديهم بنك أهداف جديد لحماية إسرائيل من هجمات حماس المستمرة حتى الآن.
وتوقع مارتشينكو دخول روسيا على خط الأزمة بين إسرائيل وحماس، حال دخول أطراف دولية بشكل أكبر لحساب طرف دون آخر، فالقضية الفلسطينية بالنسبة للشرق الأوسط قضية مصيرية ويجب أن تحل بالطرق الدبلوماسية ومنع واشنطن من خلق نزاع جديد في العالم.
ويرى الخبير أن المثول لمفاوضات حول الأزمة الأوكرانية بات قريبا، نظرا لاستنزاف الغرب وواشنطن اقتصاديا وعسكريا، مشيرا إلى تصريحات أوليغ سوسكين، مستشار الرئيس الأوكراني الأسبق، والذي طالب بضرورة إجراء مفاوضات مع موسكو في القرب العاجل.
وكان الرئيس الروسي أكد في حديثه اليوم الإثنين، للتلفزيون المركزي الصيني، ترحيب بلاده بالمبادرة الصينية بشأن تسوية الصراع الأوكراني وأنها يمكن أن تكون جزءا من اتفاقيات السلام حال التفاوض.