تصدّر المرشح المحتمل لرئاسة مجلس النواب الأميركي اهتمام وسائل الإعلام الأميركية والغربية، بعد تصويت دراماتيكي أفضى إلى عزل الجمهوري كيفن مكارثي.
وجرى تعيين باتريك ماكهنري من ولاية كارولينا الشمالية كرئيس مؤقت للمجلس، والذي سرعان ما قرر منح مجلس النواب عطلة حتى يتمكن كل طرف من التشاور مع أعضائه؛ لاختيار الرئيس الجديد للمجلس.
اجتماعات وخطوات تالية
وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد تم تعيين "ماكهنري" النائب عن ولاية كارولينا الشمالية، رئيسا مؤقتا، ومن ثمّ قد يمارس دوره فقط في الإشراف على انتخاب رئيس جديد، بعدما كان الاسم الأول في القائمة السرية التي قدمها مكارثي في بداية رئاسته لخلافته حال حدوث أي إجراء مثل عزله أو رحيله.
اجتمع الجمهوريون في مجلس النواب يوم الثلاثاء لرسم خطواتهم التالية، في وقت يتوقع مراقبون أن يدفع انقسام أعضاء الحزب مؤخرًا إلى جعل التوافق على مرشح واحد لرئاسة المجلس بمثابة مهمة شاقة.
لم يعلن الحزب الجمهوري حتى الآن عن مرشحه لهذا المنصب، في حين تداولت وسائل الإعلام الأميركية عدّة أسماء مُرشحة، من بينها: ستيف سكاليس من لويزيانا، وهو زعيم الأغلبية الجمهورية وكان يحتل الرتبة الثانية في قيادة الكتلة الجمهورية بالمجلس خلف مكارثي، لكنه يخضع للعلاج الكيميائي من سرطان الدم، وكذلك النائب توم إيمر من مينيسوتا، والذي يحتل المرتبة الثالثة في أغلبية المجلس، وكذلك رئيسة المؤتمر الجمهوري بمجلس النواب إليز ستيفانيك، والنائب عن ولاية أوكلاهوما توم كول.
على الجانب الآخر، يخطط الديمقراطيون لترشيح حكيم جيفريز، والذي يتولى منصب زعيم الحزب في المجلس، بيد أن فوزه غير مرجح لأن الجمهوريين يسيطرون على الأغلبية.
ليس من الواضح بعد، من يمكنه كسب أغلبية الأصوات اللازمة للفوز بسباق رئيس مجلس النواب.
حسم مكارثي موقفه بالتأكيد أنه لا ينتوي ترشيح نفسه مجددًا لرئاسة مجلس النواب بعد عزله، وفقا للمشرعين الذين حضروا اجتماعا مغلقا داخل مبنى الكابيتول.
يسيطر الجمهوريون على المجلس بأغلبية بسيطة بواقع 221 مقعدا مقابل 212 نائبًا، بيد أن مكارثي لم يتمكن من أن يصبح رئيسا إلا بعد تقديم سلسلة من التنازلات للأعضاء الأكثر تحفظا.
وقال سكوت بيري، أحد الجمهوريين الثمانية الذين صوتوا لصالح الإطاحة بمكارثي، إنه ليس لديه اسم لمن يريد رؤيته كرئيس لمجلس النواب، مضيفًا: "سنرى ما سيحدث الآن (...) سأبني قراراتي على ما يحدث".
مهمة صعبة
ونقلت شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، عن الأستاذ المساعد في جامعة جورج واشنطن، كيسي بورغات، قوله إنه قد يكون من الصعب إيجاد مرشح لخلافة مكارثي يمكنه الحصول على إجماع كبير، وفي الوقت نفسه تكون لديه رغبة في تولي المنصب.
لكن من غير الواضح متى ستبدأ الأغلبية الجمهورية في عملية انتخاب خليفة مكارثي، ففي يناير، عندما انعقد الكونغرس رقم 118، واستولى الجمهوريون على السلطة، استغرق الأمر 15 جولة تصويت على مدار 4 أيام، حتى يتمكن مكارثي من تأمين الدعم الذي يحتاجه للفوز بالمنصب.
ومن واشنطن، تحدث الباحث الأميركي المتخصص في الشؤون السياسية والأمن القومي، سكوت مورغان، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الكثير من الأسماء يجري التداول بشأنها لخلافة مكارثي في مجلس النواب الأميركي، في مقدمتها زعيم الأغلبية الجمهورية ستيف سكاليس، والنائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، بايرون دونالدز.
ووفق "مورغان"، امتدت الترشيحات إلى الحديث عن تولي الرئيس السابق دونالد ترامب هذا المنصب، استنادًا إلى أن الدستور الأميركي لا ينص على أن المنصب يجب أن يذهب إلى عضو منتخب في مجلس النواب، لكنه احتمال ضعيف.
وفيما يتعلق بالخلاف المتصاعد داخل الحزب الجمهوري، أشار "مورغان" إلى أن الحزب مطالب بحل هذا الموقف المعقد "على وجه السرعة" بعدما أقر الكونغرس تشريعاً يتيح مواصلة تمويل الإدارة الفيدرالية مؤقتاً حتى 17 نوفمبر المقبل.