في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، فوجئ نحو 2.3 مليون شخص في الغابون، بقرار عسكريين "إنهاء النظام القائم"، بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي كرّست فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة شككت في نتائجها المعارضة والجيش، بينما كان القلق بالنسبة للجاليات العربية والأجنبية مضاعفًا.
ومن العاصمة ليبرفيل، تحدث مُقيمان لموقع "سكاي نيوز عربية" عن تفاصيل ما جرى على مدار الأيام الماضية منذ الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 26 أغسطس، وحتى إعلان النتائج، وصولًا للإطاحة بالرئيس علي بونغو وإحكام العسكريين قبضتهم على السلطة.
وقال المواطن المصري راشد عزت الذي يقيم بالعاصمة الغابونية منذ 6 سنوات، إن الأمور كانت تمضي بصورة طبيعية في إطار التجهيز للانتخابات بالبلاد، بيد أن يوم إجراء الانتخابات حدثت عدّة تطورات على رأسها قطع الإنترنت وفرض الحكومة لحظر التجوّل من الساعة السابعة مساءً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، للحيلولة دون وقوع أحداث عنف من جانب المعارضة.
وأوضح عزت، الذي يمكث في منزله منذ 5 أيام، أن الأمور ظلّت على هذا النحو لـ 4 أيام متتالية، قبل إعلان نتائج الانتخابات في الساعة الخامسة فجرًا بفوز بونغو بعد حصوله على 64 بالمئة من الأصوات، ليُسمع بعدها بدقائق دوي إطلاق نار، ثم بعد نحو نصف ساعة، ظهر مجموعة من الضباط لإعلان وضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية وتولي زمام الأمور.
ومع هذا التطور السريع، بدا أن الشعب مرحبًا بالإطاحة بالرئيس علي بونغو، حيث أشار عزت إلى خروج عدد من المواطنين في مظاهرات مؤيدة للسلطة الجديدة، مع إزالة صور بونغو من المنشآت العامة، والشوارع.
وبشأن موقف الجاليات الأجنبية والعربية إزاء تلك الأحداث، قال المواطن المصري: "في مثل تلك المواقف، نلتزم المنزل دون الخروج إلى الشوارع، خاصة أنه في بعض الأحيان تكون هناك أحداث عنف"، موضحًا أن عدد المصريين في الغابون لا يتجاوز 300 شخص.
غلق الحدود
أما محمد جاب الله، فيقول لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه حاول مغادرة الغابون، لكن غلق السلطات للحدود وتوقف حركة الطيران، حال دون ذلك.
وأفادت بيانات فلايت رادار للملاحة، الأربعاء، بتوقف حركة الملاحة الجوية في الغابون عقب استيلاء العسكريين على السلطة.
وأضاف جاب الله أن حظر التجوال لا زال مستمرًا إلى الآن من السادسة مساءً إلى السادسة من صباح اليوم التالي، بيد أن الأمور هدأت قليلًا في الوقت الراهن عن الساعات الماضية، بعد خروج عدد من المواطنين للاحتفال بالإطاحة بالرئيس.
وعن موقف مواطني الغابون مما جرى، قال: "أغلب الناس هنا يتفقون مع الخطوات التي اتخذها العسكريين، لكنهم لا يريدون أن يستمر الجيش في الحكم لفترة طويلة، إذ يرغبون في بقائه لفترة انتقالية تجرى بعدها انتخابات جديدة".
وأوضح جاب الله أن أغلب المحال العامة أغلقت أبوابها خوفًا من نهبها في خضم الأحداث الأخيرة، أو تكرار ما حدث في عام 2016، والتي شهدت اعتقال أكثر من ألف شخص بعد أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات الرئاسية.
ويأمل جاب الله أن تستقر الأوضاع في البلد الواقع في وسط إفريقيا والغني بالنفط، كي يغادرها تحسبًا لوقوع أحداث عنف، مشددًا على أن المغتربين يتحركون بحذر شديد في العاصمة والمدن المجاورة منذ إجراء الانتخابات الرئاسية.
وقرر مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، مساء الخميس، تعليق مشاركة الغابون في كافة أنشطة الاتحاد ومؤسساته، بعد يوم من الانقلاب الذي وقع فيه.
ويدرس قادة أفارقة، وفق ما تقول وكالة "رويترز"، سبل الرد على الانقلاب في الغابون، خاصة بعدما نصّب العسكريون رئيسا جديدا للبلاد.
ويعد انقلاب الغابون أحدث حلقة في مسلسل الانقلابات في غرب ووسط إفريقيا.
وعبر الاتحاد الإفريقي وفرنسا والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا عن مخاوفهم المتعلقة بالانقلاب، لكنهم لم يوجهوا مناشدات مباشرة لإعادة بونغو إلى منصبه.