قفزت "الفترة الانتقالية" كمقترح بارز في مبادرتين لحل أزمة الانقلاب العسكري في النيجر سلميا، على خلاف توجهات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" التي تحصر الحل بين تراجع قادة الانقلاب طوعا وعودة الرئيس محمد بازوم للسلطة، أو إنهاء الانقلاب بالتدخل العسكري.
ويختلف محللان سياسيان تحدثا لموقع "سكاي نيوز عربية" في توقعاتهما حول موقف "إيكواس" من مقترح الفترة الانتقالية، خاصة مع ارتباط دول داخل المجموعة بعلاقات قوية مع فرنسا وأخرى بالولايات المتحدة، والبلدان على النقيض في موقفهما من مستقبل أزمة النيجر.
مبادرتا الفترة الانتقالية
- مبادرة الجزائر
هي الأحدث، حيث أعلنت عنها الجزائر على لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف، الثلاثاء، بعد جولة ومشاورات في عدد من دول جوار النيجر.
تتضمن فترة انتقالية لمدة 6 شهور تشرف عليها سلطة مدنية يقودها شخصية توافقية تجري مشاورات في الداخل والخارج للتوصل لحل سياسي للأزمة.
كما تشمل تجهيز مقترحات تقدمها الجزائر لقمة الاتحاد الإفريقي، لوضع ضمانات بعدم حدوث انقلابات عسكرية في القارة.
- مبادرة المجلس العسكري
أعلنها رئيس المجلس النيجري الجنرال عبد الرحمن تشياني في 20 أغسطس، وتمتد لـ3 سنوات تبدأ بفترة 30 يوما.
تشمل حوارا وطنيا داخليا لإرساء حياة دستورية جديدة.
موقف "إيكواس"
حتى الآن، فإن الموقف المعلن لـ"إيكواس" هو إما عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب الذي وقع في 26 يوليو، أو التدخل العسكري لإعادة بازوم إلى السلطة بالقوة.
ورفضت المنظمة الإقليمية مقترح تشياني بفترة الـ3 سنوات، بينما لم يتبين بعد موقفها من مبادرة الجزائر.
وسبق أن علق مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في "إيكواس" عبد الفتاح موسى، في تصريحات صحفية، قائلا إن الخطة الانتقالية لمدة 3 سنوات "غير مقبولة"، وهذا المقترح ما هو إلا "ستار دخان".
وزار وفد من "إيكواس" النيجر مجددا في 19 أغسطس، والتقى قادة المجلس العسكري وكذلك بازوم، وصرح بأنه أجرى محادثات "مثمرة"، لكن لم يسفر عنها تحول معلن حتى الآن، لا في موقف المنظمة ولا المجلس العسكري.
ضمانات مطلوبة
في تقدير المحلل السياسي علي موسى علي، فإن اقتراح الفترة الانتقالية "يخدم الانقلابيين أكثر من بازوم"، لأنه "بمجرد حدوثه يعتبر تعاملا رسميا مع المجلس العسكري، واعتباره أمرا واقعا، وسينتهي الأمر ببازوم في المنفي".
وحول موقف "إيكواس" خلال الأيام المقبلة، يقول المحلل السياسي:
- لا أعتقد أن "إيكواس" ستقبل ذلك من دون تقديم ضمانات، لأن الذي يخيف المنظمة هو أنه لو استمر حكم المجلس العسكري في النيجر، ستتشجع جيوش أخرى لتهدد عروش قادة دولها.
- "إيكواس" قلقة كذلك من أن يؤدي هذا لمزيد من جذب النفوذ الروسي إلى المنطقة.
- إضافة إلى ذلك، فرنسا الداعمة لـ"إيكواس" لن توافق على هذه المبادرات، وهي تشجع المجموعة في تهديدها بالتدخل العسكري لإنهاء الانقلاب، وتعتبر النيجر مسألة حياة أو موت بالنسبة الفرنسيين، لأنها الموطئ الأهم وقبل الأخير بالنسبة للتواجد العسكري الفرنسي في منطقة الساحل الإفريقي، فبعد خروج قواتها من مالي وبوركينافاسو نشرتها في تشاد والنيجر.
موافقة محتملة
لكن الأكاديمي والباحث في شؤون إفريقيا محمد تورشين، يتوقع أن "إيكواس" قد تقبل بوجود فترة انتقالية، وهذه أسبابه:
- حالة الرفض التي أثيرت ضد التدخل العسكري من معظم القوى الفاعلة في المنطقة، وحتى الدول المتحمسة للتدخل مثل نيجيريا وكوت ديفوار وبنين.
- هناك أصوات قوية داخل النيجر ترفض التدخل العسكري، بناء على أسباب مختلفة منها العرقي والإثني.
- "إيكواس" قد تدخل في تفاوض مباشرة حول الفترة الانتقالية، لمناقشة شكل الحكومة والأشخاص المشاركين فيها، وقد تصل هذه الفترة إلى عام أو عام ونصف، ثم العودة للمسار الديمقراطي، خاصة أن هذه الفكرة قد تلقى قبولا من الولايات المتحدة.