منذ وقوع الانقلاب العسكري في النيجر في 26 يوليو، والموقف الروسي الرسمي المعلن ثابت على الدعوة لحل الأزمة بالحوار، ورفض إنهاء الانقلاب بالقوة العسكرية، مع تأييد العودة للمسار الدستوري، إلا أن خبراء يشيرون إلى موقف روسي آخر.
وفي توضيحاتهما لموقع "سكاي نيوز عربية"، يقول محلل سياسي وخبير عسكري، إن الموقف "الخفي" لموسكو لا يختلف عن موقف شركة "فاغنر" الروسية المسلحة الخاصة، ويبنيان على ذلك توقعاتهما للسلوك الروسي في النيجر الفترة المقبلة.
وتستعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" لعقد اجتماع جديد نهاية الأسبوع في السنغال، لحسم موقفها من التدخل العسكري لإعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة، أو الدخول في حل سلمي.
تطورات الموقف الروسي
- عقب الانقلاب، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، بأن بلاده تؤيد عودة سيادة القانون بشكل عاجل، وتدعو كل الأطراف إلى ضبط النفس، وتريد العودة للمسار الدستوري، وذلك على هامش القمة الإفريقية الروسية نهاية يوليو.
- من ناحيته، أبدى يفغيني بريغوجين، قائد "فاغنر"، تأييدا صريحا للانقلاب، وقال في تسجيل منسوب إليه إنه ما حدث في النيجر هو لمكافحة المستعمرين، في إشارة لفرنسا.
- عقب تلويح مجموعة "إيكواس" بالتدخل العسكري 30 يوليو الماضي، رفضت الخارجية الروسية التدخل، وحذرت من أنه يهدد الاستقرار.
- الأربعاء، 16 أغسطس، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي، مع رئيس المجلس العسكري في مالي، أسيمي غويتا، على ضرورة الحل السلمي الحصري لأزمة انقلاب النيجر، وفق ما ذكره الكرملين.
- بدوره، أعلن المجلس العسكري في النيجر، الثلاثاء، على لسان علي مهمان الأمين زين، الذي عينه رئيسا للوزراء، أنه مستعد للحوار.
متى تتدخل روسيا؟
المحلل السياسي النيجري، براء أحمد يوسف، يفرق بين ما يعتبره الموقف الرسمي والموقف "الخفي أو الدبلوماسي" لروسيا.
يوضح أن "كل التصريحات الصادرة عن الكرملين تبين أن روسيا كما ساندت الانقلابيين في مالي وبوركينا فاسو فإنها ستساند الانقلابيين في النيجر".
يعتبر يوسف أن "قول الروس إنهم يلحون على حل الأزمة بطريقة سلمية دليل واضح على أنهم يؤيدون الانقلابيين، وكما هو واضح فإن عودة الرئيس بازوم إلى السلطة سيكون صعبا إلا بالتدخل العسكري، ولو أدى الأمر إلى الخيار العسكري فسوف لا تخيب روسيا ظن العسكريين بها، وستقف حتما وظاهرا إلى جانبهم".
أما طريق الدعم، فيتوقع المحلل النيجري أنها ستكون "عن طريق قوات فاغنر الموجودة في الدول المجاورة"، لافتا إلى أن قادة الانقلاب كذلك "ليس لهم خيار إلا الاستعانة بفاغنر إن أرادوا حقا طرد فرنسا من البلاد؛ لأن النيجر ليست دولة لها قوة تجبر فرنسا على الانسحاب، ومرتزقة فاغنر هم الحل المناسب لدى القادة العسكريين".
دعم "مستتر"
يتفق الخبير العسكري، العميد سمير راغب، في بعض ما سبق، قائلا إن "حديث بوتين عن النيجر مع قائد الانقلاب في مالي يبعث برسالة بأنه بعيدا عن الموقف الرسمي المعلن، هناك تقارب مع موقف فاغنر التي تدعم الانقلاب".
يرى أن هذا الموقف يتماشى مع "تزايد النفوذ الروسي على حساب النفوذ الغربي في دول الساحل والصحراء بإفريقيا، ولا يمكن أن نقول إن روسيا هي سبب الانقلابات السبعة في آخر 3 سنوات، لكن لا شك أنها مستفيدة ونجحت في استغلال العداء للسياسات الفرنسية".
النفوذ الروسي
- يزداد النفوذ الروسي في منطقة الساحل، بينما تضاءل نفوذ الغرب منذ بدء سلسلة الانقلابات خلال السنوات الثلاثة الماضية.
- طرد القادة العسكريون في مالي وبوركينا فاسو قوات فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، بينما عززوا العلاقات مع موسكو، واستعانت الحكومة في مالي بمرتزقة من "فاغنر".
- ظلت النيجر حليفا للغرب في ظل حكم بازوم، وتستضيف قوات من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بموجب اتفاقيات مع الحكومة المطاح بها.
- يتزايد التأييد لروسيا في النيجر فيما يبدو منذ الانقلاب، فقد رفع مؤيدون للانقلاب الأعلام الروسية في مظاهرات وطالبوا فرنسا بعدم التدخل.