مع عودة السلاح النووي للواجهة في العالَم نتيجة حرب أوكرانيا، وبالتزامُن مع التطوّر السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يبحث متخصّصون في احتمال أن تزيد هذه التقنيات فرص نشوب حرب عالمية ثالثة لها طبيعة نووية شاملة.
ويرصد خبير عسكري وخبير في تكنولوجيا المعلومات، لموقع "سكاي نيوز عربية"، ماذا يربط بين الذكاء الاصطناعي وفرص قيام حرب عالمية جديدة، وما سيحدث للعالم إن تمّت بالتكنولوجيا الجديدة؟
الشتاء النووي
منذ نشوب حرب أوكرانيا 2022، لم يتوقف تلويح روسيا باستخدام السلاح النووي، كما نشطت الصين في تطوير ترسانتها النووية، ونشطت كوريا الشمالية في تجاربها الصاروخية، وسط مخاوف من ابتلاء الأرض بـ"شتاء نووي" إن ضغطت إحدى الدول على زر إطلاق السلاح النووي الذي لديها.
والشتاء النووي هو:
- حالة تأتي بعد الانفجار النووي وحرب نووية شاملة تؤدي إلى تغيّر هائل في طقس الأرض؛ نتيجة تشبّع الغلاف الجوي بالغبار الناجم عن انفجار القنابل النووية.
- يمنع هذا الغبار أشعة الشمس مِن الوصول إلى الأرض، فتنخفض درجات الحرارة لدرجة اتساع المناطق القطبية لمناطق خط الاستواء.
- يتكوّن الشتاء النووي عبر المراحل التالية: المناطق التي تتعرض للقصف بالصواريخ النووية ستحترق بشدة، مما يؤدّي إلى إيجاد نظام رياح جديد، ويفضي هذا بدوره إلى عاصفة من اللهب تنتج حرارة هائلة.
- ومن هذه العاصفة النارية، ترتفع أعمدة كبيرة من الدخان التي تسافر في اتجاهات الغلاف الجوي، حتى تحجب الشمس عن الأرض.
- يتلو حدوث الشتاء النووي سقوط البشرية في مجاعة تشمل أنحاء الأرض، وستكون أسوأ تداعيات الحرب النووية وفق دراسة أعدها باحثون في جامعة نيوجيرسي عام 2011.
الحلول محل البشر
يركّز الخبير العسكري، العميد ناجي ملاعب، في توقعات للحرب العالمية النووية على مخاطر احتمال تحكّم الذكاء الاصطناعي في أزرار تشغيل الأسلحة النووية، قائلا:
- يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تشغيل أزرار الأسلحة النووية بدلا من البشر.
- الأسلحة النووية تتم تعبئة الأجهزة المتحكّمة فيها بمعلومات، وإن كان واضعو هذه المعلومات لهم أجندات خاصة؛ فهذا يعني أن تشغيلها باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوجّهها لأغراض شريرة ومعارك كثيرة.
- استخدام الذكاء الاصطناعي في تشغيل هذه الأسلحة قد يعني احتمال أن يستخدمها دون الرجوع للبشر، وتندلع نتيجة استخدامها الخاطئ في حرب عالمية ثالثة.
خبير أمن المعلومات والتكنولوجيا، محمد خليف، يُشير إلى جانب آخر في هذه المسألة، وهي ماذا يحدث إذا تحكّم الذكاء الاصطناعي كذلك في البنية التحتية الحرجة للبلدان، مثل محطات الكهرباء ومحطات الطاقة النووية.
يجيب بأنه نتيجة خطأ في كتابة أو استخدام خوارزمية ما، أو حتى هجمات سيبرانية قائمة على الذكاء الاصطناعي، يمكن تدمير هذه المرافق أو وقفها عن العمل؛ ما يعني شل جزء من نشاط البشر والإضرار بالاقتصاد والصحة.
فرص تفادي الخطر
لتفادي هذه المخاطر والابتعاد عن احتمال تفجير حرب عالمية جديدة، يشدّد ملاعب على اتباع هذه الاحتياطات:
- أن يكون زر استخدام السلاح النووي بيد النظم السياسية.
- أن تضع الأمم المتحدة ضوابط تقيّد استخدام وتحكم الذكاء الاصطناعي في هذه الأمور.
- وضع عقوبات صارمة على مَن يُطوّر سلاحا نوويا ويعبئه بالمعلومات.
من جانبه، يضيف خليف:
- من المهم للغاية وضع ضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية.
- أن تكون السيطرة على مرافق هذه البنية (من كهرباء ومياه واتصالات وإنترنت، وغيرها) تحت التحكم البشري، خاصة في القرارات الكبرى.