تتزايد حدة الاضطرابات والصراعات الداخلية حاليا في 10 بلدان أفريقية وهي أثيوبيا والسودان والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطى والصومال والكونغو الديمقراطية ودولة جنوب السودان، بالإضافة إلى الكاميرون وبوركينا فاسو.
- شهد العام 1957 بداية الاضطرابات في أفريقيا في مرحلة ما بعد الاستقلال من المستعمر الأجنبي حيث اندلعت حرب أهلية في جنوب السودان استمرت 54 عاما متقطعة، وانتهت بانفصال جنوب السودان في العام 2011 بعد مقتل وتشريد أكثر من 4 ملايين شخص.
- في العام 1967 اندلعت حرب أخرى في نيجيريا عرفت بحرب بيافرا والتي سعت من خلالها ولايات الجنوب الشرقي للانفصال؛ ورغم أنها انتهت في العام 1970 دون المساس بوحدة البلاد، إلا أنها ادت إلى مقتل أكثر من مليوني شخص، وخلقت هوة إثنية وثقافية ودينية لا تزال تعيش نيجيريا تعقيداتها حتى اليوم.
- اندلعت في التسعينيات حروب أهلية واسعة شملت عددا من البلدان في شرق أفريقيا من بينها زائير "الكونغو الديمقراطية حاليا"، ورواندا والصومال في شرق ووسط أفريقيا وسيراليون وليبيريا في غرب أفريقيا، وأدت إلى مقتل الملايين من المدنيين في تلك البلدان.
- تعتبر الحرب الحالية في إقليم الأمهرة في إثيوبيا والمستمرة منذ نحو ثلاث أسابيع بين الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا ومجموعة "فانو" الانفصالية هي الأحدث في سلسلة اضطرابات تشمل 10 بلدان أفريقية في الوقت الحالي. وتصاعدت التوترات في إقليم أمهرة على خلفية خطة حكومية لدمج الميليشيات الإقليمية في الجيش أو الشرطة الفيدرالية؛ وسط شعور متزايد في أمهرة بالتهميش في اتفاقية السلام التي عقدتها الحكومة الإثيوبية مع قادة حركات إقليم التيغراي بعد حرب ضروس استمرت من نوفمبر 2020 وحتى نهاية 2022 وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 300 الف شخص.
- سبق اندلاع القتال في أثيوبيا اشتعال الحرب في جارتها السودان والمستمرة منذ الخامس عشر من أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، ومناطق عديدة من اقليم كردفان في غرب البلاد، وأدت إلى مقتل اكثر من 4500 شخص حتى الآن.
- لاتزال أفريقيا الوسطى والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية تعاني من صراعات داخلية متواصلة منذ سنوات وراح ضحيتها عشرات الآلاف؛ في حين لم يهدأ الاحتراب والقتال الأهلي بين الفصائل المتنازعة في دولة جنوب السودان منذ استقلال البلد الأحدث في الخارطة العالمية عن الوطن الأم في العام 2011.
- دخلت النيجر في دائرة البلدان الموبوءة بالصراعات بعد الانقلاب الذي نفذه الجيش على الرئيس المنتخب محمد بازوم في السادس والعشرين من يوليو والذي فتح الباب أمام تدخل عسكري اقليمي ودولي محتمل في هذا البلد الذي يحيط به بلدان غارقان في الأزمات الداخلية وهما مالي وبوركينا فاسو.
- تتفاوت أسباب وظروف الصراعات في البلدان الأفريقبة الملتهبة، وتتراوح بين عوامل إثنية كما يحدث في إثيوبيا حاليا، وأخرى تتعلق بالصراع على الموارد كما يحدث في جمهورية أفريقيا الوسطى؛ لكن العامل المشترك بين كل الصراعات هو التنافس على السلطة، وعدم مخاطبة الهواجس الأساسية للسكان في المناطق المهمشة.
- معظم الصراعات تنجم عن فشل الحكومات في توفير الخدمات اللازمة لمعالجة المشكلات المستعصية مثل البطالة والتضخم وارتفاع مستوى الفقر.
- وفقا لمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية؛ فإن معظم البلدان المضطربة أمنيا في افريقيا تشهد زيادة في معدلات الفساد، وانخفاض الحريات المدنية، وغياب سيادة القانون، وضعف المؤسسات الديمقراطية.
- يزيد التطرف العنيف والإرهاب في منطقتي الساحل وحوض بحيرة تشاد وشرق إفريقيا والقرن الأفريقي حالة عدم اليقين الأمني التي تغذي بدورها النزاعات الأهلية.