تطورات متلاحقة ومواقف دولية وإقليمية متباينة بشأن الأزمة في النيجر منذ الانقلاب العسكري، حيث ألقت فرنسا بكل ثقلها لدعم خطط المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، إيكواس، التي هددت بتدخل عسكري لإعادة الرئيس محمد بازم للسلطة في الوقت الذي طالب فيه قادة الانقلاب مجموعة فاغنر الروسية بالتدخل لمواجه هذه التهديدات.
ومع دعوة نيامي لفاغنر بالتدخل حذر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، من استغلال المجموعة الروسية للأزمة في النيجر لدعم القادة العسكريين الجدد، لكنه نفى علاقة فاغنر بالانقلاب.
وجدد الوزير الفرنسي من تأثير الانقلاب على جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
حديث ليكورنو يأتي في وقت يتسم فيه المشهد في النيجر والمنطقة بانقسام واضح بين أطراف دولية وإقليمية بشأن التدخل العسكري في المنطقة، وانتظار الخطوات التي ستقدم عليها دول في مجموعة إيكواس، خاصة نيجيريا التي اتخذت موقفا متشددا من خطوة الانقلاب.
موقف يقابله آخر جزائري رافض بشكل قاطع لقضية التدخل العسكري في النيجر، فالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قال إن أي تدخل عسكري سيشعل منطقة الساحل، مجددا استعداد بلاده لمساعدة النيجر على تجاوز الأزمة.
وفي انتظار الموقف الذي ستتخذه مجموعة إيكواس ردا على رفض قادة الانقلاب الانصياع لقراراتها، مازال موالون للرئيس محمد بازوم يطالبون بعودته، على رأسهم رئيس وزرائه الموجود في فرنسا.
وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو الحكومية، نزار بوش:
- فرنسا أصبحت دول ضعيفة اقتصاديا وداخليا، وما فعلته في النيجر وغيرها أدى لتلك الانقلابات التي جاءت ضد الوجود الفرنسي.
- لا شك أن فاغنر تعمل على صيانة مصالح بلدها في أي دولة، وإن تدخلت فاغنر لا أحد يعلم كيف ستكون النتائج في النيجر.
- العقلية الاستعمارية موجودة لدى السلطة الفرنسية.
- الولايات المتحدة كانت موجودة في العراق عندما ظهر تنظيم داعش، وتركيا في إدلب عندما ظهرت جبهة النصرة، إذا عن ماذا تتحدثون، من أنشأ هذه التنظيمات الإرهابية ومن يمولها.
- فرنسا لم تقض على داعش والقاعدة في الدول الإفريقية التي تتواجد فيها، إنها شماعة للبقاء في تلك الدول.
- هناك ضغط على الجزائر لأنها توقع عقودا مع روسيا.
- روسيا تحترم سيادة تلك الدول، ولا تعتبر أنها تصارع الوجود الفرنسي فيها.
من جانبه، قال الباحث السياسي هلال العبيدي:
- مازال لفرنسا قواعد وجنود في إفريقيا، موضوع النيجر موضوع مهم جدا بالنسبة لفرنسا لأنه حدث بعد قضية مالي وبوركينا فاسو.
- فرنسا تعمل لإعادة الشرعية للنيجر، ولن تتركه للانقلابيين أو لقوات فاغنر.
- في مالي القاعدة دخلت عام 2013 وحاولت الدخول للعاصمة، والوجود الفرنسي مهم لمحاربة هذا الوجود الإرهابي.
- الجيش النيجيري جيش محدود الكفاءة وهو بحاجة للمساعدة في إطار محاربة الإرهاب.
- فاغنر شركة خاصة يهمها الربح والخسارة فقط.
- قوات إيكواس ستتدخل لإعادة قائد منتخب بشكل ديمقراطي إلى السلطة.