كثفت أوكرانيا خلال الساعات الماضية من وتيرة هجومها المضاد حيث استهدفت جنوب روسيا بصاروخين، كما كثفت من تحركاتها البرية في الجبهة الجنوبية لاختراق الدفاعات الروسية؛ تحركات أوكرانية واجهتها موسكو بتكثيف إرسال المسيرات وتطويرها لضمان التفوق الجوي ووقف إي تقدم أوكراني.
اشتداد المعارك في الوقت الحالي واستمرار ضخ الأسلحة من الطرفان وبالأخص المسيرات، بحسب خبير عسكري روسي وآخر أوكراني يؤكدان أنه السلاح الأرخص والأكثر كفاءه في حرب تبدو طويلة الأمد، وذلك خلال حديثهما لموقع "سكاي نيوز عربية".
خطة موسكو في المرتفعات والغابات
تعتبر الحرب الروسية الأوكرانية أكثر الحروب والصراعات العسكرية التي شهدت استخداما موسعًا للمسيرات، وتخسر أوكرانيا في هجماتها نحو 10 آلاف مسيرة شهريًا، بما في ذلك مسيرات المراقبة والمسيرات الانتحارية.
في السياق يقول المحلل العسكري الروسي ألكسندر أرتاماتوف، إن:
- المسيرات أثبتت فاعليه كبيرة في معظم المعارك والهجمات التي شنتها روسيا في أوكرانيا.
- إن التطوير الروسي مستمر فيما يخص المسيرات وبالأخص في التوقيت الحالي لإفشال الهجوم الأوكراني الذي يرتكز على الجنوب في مناطق معظمها مرتفعات وغابات.
وفيما يخص استراتيجية موسكو في المعارك الجنوبية بالأخص التلال بجانب نهر دنيبر والغابات أيضًا، يوضح ألكسندر أرتاماتوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية":
- موسكو مستمرة ومهتمه بتطوير المسيرات الدرونات الميكروية أو (البعوضة المحاربة) بحسب تسميه الأطراف الأوكرانية من أجل السيطرة على البقع الاستراتيجية في المعركة ضد أوكرانيا، وبالأخص الجنوب وأخرها مسيرة "ميكرو درون" أو كوادكوبتر صغيرة من طراز "فيكتور إكس-120" متعددة المراوح وهي من طراز مختلف لصيد القناصين والمشاة على المرتفعات وداخل الغابات هدفها اصطياد هدف بشري معاد ومحدد.
- تلك الأنواع من المسيرات باتت الذراع الطولى لتحقيق الهدف من الحرب، ولا شك أن مسيرة Vektor Kh-120 قادرة على الطيران بسهولة لخفة وزنها وسهولة توجيهها عن بعد إلى ملجأ وضرب الأهداف بالداخل مباشرة وبالتالي تعد أكثر فعالية عوضًا عن المواجهات المسلحة المباشرة مع القناصين.
- كما يمكن للميكرو درون " Vektor Kh-120" أو "صائدة القناصين" إنجاز المهام بقوة، ومن الملاحظ أنه تعمل بنجاح مع اضطرار المقاتل إلى الخروج إلى منطقة مفتوحة أو مغادرة ملجأه لإطلاق ذخيرة تقليدية ضد عناصر روسية.
مواصفات "صائدة القناصين"
• وزن الطائرة دون حمولة 38 غراما فقط، وهي من نوع "كاميكازي" تستخدم لمرة واحدة مصممة لتدمير أفراد العدو.
• يتم تسليحها برصاصة من عيار "5.45 * 39" مم تزن 10.2 غرام أو "9*19"مم من ذخيرة لوغر تزن 7.45 غرام.
• مزودة برصاصة لاختراق ملجأ واستهداف قناص مختبئ فيه
• يبلغ أقصى زمن طيران للطائرة 6 دقائق (360 ثانية)، والمدى يصل إلى كيلومترين ويمكن أن تتسارع إلى 50 كم/ ساعة.
• تبلغ تكلفة الإصدار الأساسي، دون الحمولة، 75 إلى 80 ألف روبل.
• عدم وجود وحدة تحكم طيران محلية بالشكل المطلوب وراء عدم استخدام هذه الطائرات دون طيار في أسراب.
صراع شرس على المسيرات
الجانب الأوكراني أكد أن الصراع الحالي فيما يخص السلاح يتركز على المسيرات، حيث اعتمدت كييف ما يقرب من 550 مليون دولار للإنفاق على المسيرات خلال العام الجاري فقط، بحسب أوليغ زدنوف المحلل العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني للدراسات.
ويؤكد أوليغ زدنوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه تم الإعلان بالفعل عن توقيع 16 صفقة توريد مع الشركات المصنعة الأوكرانية، لتطوير قتال جو-جو "طائرات دون طيار متفجرة".
وحول التكثيف الروسي المقابل في سلاح المسيرات، يقول المحلل العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني للدراسات، إنه دليل قاطع على تأثر المخزون الروسي من الذخيرة بجانب الخسائر في الأرواح التي تعرضت إليها موسكو في معظم الجبهات منذ اندلاع الحرب.
ويوضح أوليغ زدنوف، أن الربع الأول من العام الجاري كان بداية تكثيف روسيا استخدام سلاح المسيرات، بالأخص في استهداف العاصمة كييف وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج، ونجحت موسكو في ذلك رغم الإدانات الدولية لتلك الاستهدافات.
ويُشير إلى أن تلك النتائج من استهداف كييف بالمسيرات، شجع موسكو على تطوير تلك الصناعة بوتيرة أسرع من أجل صد الهجوم المضاد ووقف نزيف الخسائر في الأرواح ونقص الذخيرة الذي كشفه أيضًا تمرد مؤسس فاغنر الأخير.
بحسب تقرير لـ"فوربس" الأميركية تستخدم روسيا المسيرات بكثافة بعدما أثبتت نجاحتها في استهداف دبابات متطورة مثل ليوبارد الألمانية ومركبات برادلي الأميركية، كما أنها تتمتع بميزات قوية على التخفي والمباشرة وتمتلك عنصر المفاجأة في الاستهداف ما يجعلها قوة مثالية صغيرة الحجم رخيصة الثمن.