تتواصل تداعيات تجميد روسيا لمشاركتها في اتفاق البحر الأسود لنقل الحبوب. فقد اتهمت بريطانيا روسيا بالتخطيط لتوسيع استهداف مناطق الموانئ الأوكرانية، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لنقل الحبوب الأوكرانية في مسارات بديلة. يأتي ذلك وسط تحذيرات دولية من ارتفاع أسعار الحبوب.
فبعد أيام من تجميد روسيا لمشاركتها في الاتفاق، ما زالت المواقف والمخاوف والخطط البديلة تتوالى.
روسيا استبعدت استئناف الاتفاق الآن، مجددة التأكيد على أن الاستجابة لمطالبها هي السبيل للعودة إلى اتفاق إسطنبول.
وتتلخص تلك المطالب في إنهاء القيود على تصدير المنتجات الروسية من الأغذية والأسمدة.
سعيا للدفاع عن موقفها، سيقدم الرئيس فلاديمير بوتين وجهة نظر بلاده بشأن تصدير الحبوب، لقادة الدول الإفريقية في قمة روسيا ـ إفريقيا في سان بطرسبرغ.
وسبق أن اتهم بوتين شركات عالمية بالاستفادة من بيع الحبوب على حساب الدول المحتاجة لها.
توضيحات روسيا لأصدقائها في إفريقيا، تتزامن مع إعلان صندوق النقد الدولي، عن توقعات بصعود أسعار الحبوب عالميا بما يصل لخمسة عشر في المائة، بسبب توقف اتفاق الحبوب.
في المقابل، كشف الاتحاد الأوروبي استعداده لنقل الحبوب الأوكرانية من خلال ما يسمى بمسسارات التضامن، والتي بدأت في مايو من العام الماضي، باستخدام القطارات والشاحنات، لتسهيل التبادل مع كييف.
وبحسب الاتحاد الأوروبي فإن نحو 60% من الصادرات الأوكرانية، نُقلت من خلال هذه المسارات.
الاستعداد الأوروبي للاستغناء عن تصدير الحبوب من الموانئ، صاحبه كشف بريطانيا لمعلومات قالت إنها توصلت لها، تفيد بأن القوات الروسية ستتمادى في استهداف الموانئ الأوكرانية والسفن المدنية، وقد زرعت ألغاما في مداخل الموانئ.
فهل ستلبي القوى الدولية المطالب الروسية لتجنب هذا السيناريو؟ وما المرونة التي يمكن أن تبدها موسكو في هذا الصدد؟
وفي حديث لـ غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو الحكومية الدكتور نزار بوش:
- روسيا أبدت كثيرا من المرونة سابقا، ومددت ثلاثة مرات، والتمديد الثالث سيكون آخر تمديد قبل شهرين، لأن روسيا لم تستفد من هذه الاتفاقية على الإطلاق.
- لم تنفذ الدول الغربية ولا الأمم المتحدة، المطالب الروسية في هذه الاتفاقية التي تتعلق بتصدير الحبوب الروسية، وكانت الصادرات الأوكرانية تذهب إلى أوروبا وتحصل كييف على الأموال لتسخرها في الحرب ضد روسيا.
- روسيا لن تمدد رابع مرة لأنها "لدغت" من التمديد في السابق.
- روسيا لم تغلق روسيا بالمطلق، لكن إذا نفذت مطالبها، قد تعود لاتفاقية جديدة، تكون ملزمة للطرف الآخر لتنفيذ جميع بنود الاتفاقية.
وفي حديث لـ غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، قال الباحث في العلاقات الدولية الدكتور طارق وهبي:
- الاتفاق له علاقة بالأمن الغذائي العالمي، وروسيا سهلت للوصول إلى حل ما، ولكنها خلطت الأوراق الآن، واستخدمت ورقة الحبوب كسلاح سياسي.
- من الجهة الأوكرانية هناك الخطة "ب"، وهي عبور أطنان الحبوب باتجاه بولندا.
- روسيا استحوذت على 70 بالمئة مما طلبت، لأن هذا الموضوع مرتبط بالأمن الغذائي الدولي.