الأوضاع الميدانية في أوكرانيا تزداد تعقيدا.. وعوامل عديدة تزيد من هذا الواقع .. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال اليوم إن بلاده تقترب من لحظة تكثيف العمليات الهجومية المضادة.
أمر قد تؤكده الهجمات التي حدثت في الداخل الروسي باستخدام القنابل العنقودية في كلا من بيلغورود وزابوريجيا وهو أمر سيثير حفيظة موسكو بالتأكيد.
وعلى الرغم من هذه التصريحات والتطورات جاء تقرير لصحيفة تيلغراف ليرسم صورة قاتمة للهجوم الأوكراني المضاد ويؤكد أنه يسير بشكل بطيء جدا، بل وذهب التقرير لأبعد من ذلك ليؤكد أن تزويد كييف بطائرات "إف 16" المرتقب لن يسرع من وتيرة الهجوم وذلك بسبب التحصينات الروسية المنيعة على معظم خطوط الجبهات.
فكيف سيكون شكل التطورات الميدانية في الأيام القادمة؟ وهل يمكن أن تحقق أوكرانيا اختراقة في التحصينات الروسية؟ وكيف سترد موسكو على استخدام القنابل العنقودية داخل أراضيها؟
مساعد وزير الدفاع الأوكراني السابق أوليكسي ميلنيك قال:
- من المبكر جدا أن نتوصل لهذه الاستنتاجات، الانتصار لن يكون سريعا، فالعدو قوي جدا.
- تنقصنا القوة الجوية، لذلك سنشهد معارك ضارية، لكننا سننتصر.
المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية إيلينا سوبونينا قالت:
- من المستحيل على أوكرانيا اختراق الآن التحصينات الروسية، فكييف هجومها المضاد بطيء جدا، ولم ينجح حتى الآن.
- القنابل العنقودية، لن تغير موازين القوى على الأرض، فهي تؤثر على المدنيين، ولكنها لا تؤثر على مراكز الدفاع الروسية.
ومن واشنطن، قال مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، الجنرال مارك كيميت:
- ما أنتقده من جانب السياسيين، هو تحدثهم عن إنجاز الأمور بسرعة، لكن المحنكون يعلمون أن اختراق التحصينات يستغرق أشهر طويلة.
- الرئيس زيلينسكي قال الهجوم المضاد بدأ والاختراق سيكون غدا، الأمر ليس بهذا السرعة.
- اختراق العراقيل الروسية ليس أمرا مستحيلا، لذا فأن الاختراقي الأوكراني قادم برأيي، لكنه سيستغرق وقتا طويلا.
لماذا فشل الهجوم الأوكراني المضاد؟
حينما شرع الجيش الأوكراني في تنفيذ هجومه المضاد منذ عدة أسابيع، كان سقف الآمال الأوكرانية والغربية مرتفعا لتحقيق خرق عسكري، لكن التحصينات الروسية أفشلت الخطط.
صحيفة التلغراف البريطانية تعدد أسباب بطء الهجوم المضاد، وتقول إن الجيش الروسي نجح في بناء "حزام دفاعي قوي"، أعطب هجوم القوات الأوكرانية وأرهقها بشكل كبير.
- وشملت الإجراءات العسكرية الروسية، التكثيف من استخدام "حقول الألغام، وبناء مخابئ للجنود إضافة إلى خطوط الخنادق شديدة التحصين، لدرجة أن بريطانيا وصفت التحصينات الروسية، بأنها الأكثر شمولا في العالم".
- عوامل أخرى، جعلت الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، في الجنوب يصاب بالبطء، وهي أن تضاريس المنطقة ليست في صالحه، حيث الأرض المفتوحة وقلة الطرق المغطاة، وبالتالي افتقاد عنصر المفاجأة الذي يعد عاملا مهما في حسم المعارك.
- يضاف إلى ذلك خسارة أوكرانيا العديد من المركبات القتالية للمشاة والدبابات التي قدمها حلف الناتو في بدايات الهجوم.
- وما يعزز فرضية الصحيفة البريطانية، هو تأكيد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أن القوات الأوكرانية تتعرض لخسائر فادحه في هجومها المضاد، وتحديدا في صفوف الجنود.
- وأمام هذه المعوقات العسكرية لكييف، فإنها تقول إن غياب الدعم الجوي هو السبب في إشارة إلى طائرات إف ستة عشر التي تعهدت دول بإرسالها لاحقا.
- ولكن وفق صحيفة التليغراف، فإن حصول أوكرانيا عليها لن يمكنها من تحقيق اختراق سحري،والسبب، هو أن التدريب على مثل هذه الطائرات سيحتاج شهورا، إضافة إلى أن نقلها لمسرح القتال سيحتاج شهورا أيضا.