تزداد أهمية ملف حرب أوكرانيا في حملات الدعاية للانتخابات الرئاسية الأميركية كلما اقتربنا من موعدها، وربما هذا هو الذي يدفع الرئيس السابق دونالد ترامب، الساعي لإعادة انتخابه، إلى تكرار الوعد بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة، ويشكك خبراء بقدرة ترامب على تحقيق هذا الوعد الكبير.
ولا يتفق باحثان سياسيان مع قدرة ترامب على تحقيق هذا الوعد الكبير، عارضين لموقع "سكاي نيوز عربية" سبب ذلك، وما الذي يدفع الرئيس السابق لتكرار هذه التصريحات.
أحدث تصريح
والأحد، جدد ترامب، خلال مقابلة مع برنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز" على محطة "فوكس نيوز" قوله بأنه قادر على إنهاء الأزمة الأوكرانية في غضون 24 ساعة فقط، حال أعيد انتخابه رئيسا.
وأرجع ذلك إلى أنه يتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أما الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، فغير قادر على التعامل مع زعماء العالم.
وقال ترامب إنه سيتوجه إلى زيلينسكي برسالة صريحة مضمونها "كفى.. عليك أن تعقد اتفاق سلام مع الروس"، وإن رفض بوتين السلام، سيهدد باستمرار دعم أوكرانيا.
وفي مايو الماضي تحدث ترامب لقناة "سي أن أن" عن أنه سيوقف الحرب خلال 24 ساعة، اعتمادا على نقاط ضعف وقوة عند بوتين وزيلينسكي، وكذلك لوقف نزيف القتلى.
ورد زيلينسكي على كلام ترامب في ذات الشهر خلال زيارته لروما، بأنه كان رئيسا للولايات المتحدة وقت أن ضمت روسيا إليها شبه جزيرة القرم، ولم يتدخل لحل المشكلة.
"دعاية وهرب من المحاكمة"
لا يتفق الخبير في العلاقات الدولية، محمد اليمني، مع تفاؤل ترامب بأنه قادر على إنهاء الحرب خلال 24 ساعة، معتبرا أن هذه التصرحيات هدفها "أن تزداد شعبيته، ويتم انتخابه" في إشارة لمحاولته استغلال غضب عدد كبير من الأميركيين من طول أمد الحرب، وكثرة الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه بلادهم من أموالهم إلى كييف.
ويستدل اليمني على رأيه، بأن ترامب "علاقته كانت سيئة جدا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حين كان ترامب رئيسا".
نفس الأمر يراه الباحث الأميركي في الشأن السياسي، مهدي عفيفي، فيما يخص أن كلام ترامب هو تصريح لأسباب انتخابية، لافتا إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية يساعدها 169 دولة، منهم من يراها تهديدا لأوروبا بشكل خاص؛ "لذلك لا يعتقد إنهائها بتلك السهولة".
وفي تقدير عفيفي، فإن ترامب "بدأ يختنق مع محاكمته؛ ولذا يحاول بكل الطرق الوصول للناخب الأميركي للابتعاد عن دخول السجن".
أما إذا وصل ترامب بالفعل للحكم مجددا، فما يمكنه فعه وقتها هو رفع الدعم الأميركي عن أوكرانيا، وترك روسيا تحتل أراضيها، وتتحول أوكرانيا إلى دول هامشية، حسب المتحدث ذاته.
ويسعى ترامب حثيثا لتأجيل النظر في محاكمته إلى ما بعد الانتخابات، في قضية الوثائق السرية المتعلقة بالأمن القومي، والمتهم بإخفائها والاحتفاظ بها بعد انتهاء فترة رئاسته السابقة عام 2021، والمعروفة باسم "وثائق مار إيه لاغو".
ورفض المحقق الأميركي في القضية، جاك سميث، يوليو الجاري، طلبا تقدم به فريق الدفاع عن ترامب لتأجيل موعد المحاكمة المحدد في ديسمبر القادم، لما بعد الانتخابات المقررة عام 2024.