وسط استياء أوكراني، قطع حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء، الشك باليقين مخيبّا آمال كييف، بتأجيل انضمامها للحلف الغربي، مشترطا فوزها في الحرب على روسيا لإكمال هذا الطموح الذي تنشده كملاذ آمن.
ومع ذلك، ووفق خبير أوكراني تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن بتوجيه الحلف دعوة لكييف لانضمامها وإقراره المزيد من الضمانات الأمنية والمساعدت العسكرية، وتشكيل مجلس "الناتو-أوكرانيا"، حققت كييف مكاسب على الطاولة، معتبرا أنها خطوات متقدمة على الطريق تساعدها على الصمود أكثر في وجه روسيا، بينما أكد آخر روسي أن "الغرب يخدع كييف ويستخدمها كأداة لاستنزاف روسيا" وفي النهاية "لن تحقق مساعيها بأن تصبح عضوا بالناتو".
شروط حلف الناتو
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، لقناة "إي بي سي نيوز" الأميركية، إن قمة الحلف في ليتوانيا ستشهد:
• تحالفا موحدا لتوفير دعم مستمر لأوكرانيا.
• الطريق لعضوية كييف بالناتو لن يتحقق في خضم الحرب.
• يتعين عليها العمل لإصلاح جيشها وتقوية ديمقراطيتها والاندماج أكثر فأكثر مع أوروبا والغرب.
• ستحصل على حزمة قوية من الدعم السياسي والعملي من الناتو.
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، فقال إن قادة الحلف اتفقوا خلال قمتهم في ليتوانيا على دعوة أوكرانيا للانضمام إلى التكتل حين "تتوفر الشروط":
• سنوجه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام حين يتفق الحلفاء.
• الانضمام سيكون حال استكمالها الشروط المطلوبة.
وقبل ساعات من القمة التي تضم قادة ورؤساء حكومات نحو 31 دولة، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استيائه من موقف الحلف من ضم بلاده.
ورد زيلينسكي على "تويتر"، وفقا لوكالة " فرانس برس"، قائلا:
• يبدو أنه ليست هناك أي نية لمنح أوكرانيا دعوة إلى حلف شمال الأطلسي، ولا لجعلها عضوا في الحلف.
• التردد في هذا الأمر هو ضعف.
• عدم تحديد أي جدول زمني للدعوة أو لانضمام أوكرانيا هو أمر غير مسبوق وعبثي.
لماذا لم تنضم أوكرانيا إلى الناتو؟
قال حلف الناتو في عام 2008 إنه يمكن لأوكرانيا أن تنضم إلى الحلف في وقت ما في المستقبل، لكنه رفض طلبها الأخير للحصول على عضوية عبر "المسار السريع"، وذلك لأن المادة الخامسة من ميثاق الناتو تنص على أنه إذا تعرض أحد الأعضاء للهجوم، فيجب على جميع الأعضاء الدفاع عنه.
وإذا أصبحت أوكرانيا عضوا، فسيتعين على دول الناتو، من حيث المبدأ، الدخول في حرب مع روسيا، وفق تقرير "بي.بي.سي" البريطانية.
هل خدع الغرب كييف؟
ووفق صحيفة "ميسل بولسكا" البولندية، فإن مشكلة أوكرانيا هي أنها تؤمن بالقدرة المطلقة للغرب.
وأضافت في تقرير سابق لها، أن: "لا أحد ينكر حق أوكرانيا في أن تكون دولة راسخة، لقد تم الاعتراف بهذا منذ فترة طويلة من قبل الجميع، بما في ذلك الروس أنفسهم".
• اتخذ الأوكرانيون بعض "الأفكار الخاطئة التي أرسلتهم في الاتجاه الخاطئ".
• اعتقدوا أنهم يستطيعون مقاومة روسيا وتأسيس أنفسهم كقوة إقليمية.
• دول الغرب استخدمت كييف لأغراضها الخاصة لكبح جماح روسيا.
• مصالح كييف من الانضمام ليس لها دور كبير بالنسبة للولايات المتحدة والغرب.
• القيادة السياسية بأوكرانيا ليس أمامها حاليا إلا إطالة الصراع لأنها في الواقع "تحاول حماية نفسها فقط".
خطوة على الطريق
ومن جانبه اعتبر الخبير العسكري الأوكراني أوليكسي ستيبانوف، أن كييف حققت بعض المكاسب من قمة حلف الناتو في ليتوانيا وهي خطوات تمهد لضمها فعليا.
• الحديث عن توجيه الحلف دعوة لكييف خطوة أولى للانضمام الفعلي.
• كييف حصلت على مزيد من الضمانات الأمنية والمساعدت العسكرية التي تساعدها في الصمود بوجه الروس.
• تشكيل مجلس "الناتو-أوكرانيا" بداية لتلبية رغبات أوكرانيا.
• المادة الخامسة في ميثاق الحلف هي العقبة حاليا.
• الغرب مازال يحافظ على عدم إهانة روسيا والإدارة الأميركية دائما متناقضة ومنقسمة حول الحرب بأوكرانيا.
أما الخبير الاستراتيجي الروسي فلاديمير إيغور، فيقول إن الغرب:
• يخدع أوكرانيا ويماطل بمسألة انضمامها للناتو لأن ميثاقه عقبة أمام تحقيق ذلك.
• أوكرانيا ليست جاهزة وهي دولة في حالة حرب وتحتاج إلى استقرار سياسي أولا حتى تتوافق مع معايير الناتو، كما أن جيشها يحتاج إلى إصلاحات.
• الأمر قد يستغرق سنوات والغرب خيّب آمال أوكرانيا.
• الغرب يستخدم كييف كأداة لاستنزاف روسيا، وأميركا دائما تبقى في الظل وتريد لأوكرانيا الانتصار حتى لا تتورط واشنطن في صدام أكبر مع روسيا.