لأول مرة منذ الحرب الروسية الأوكرانية، زار وفد عسكري صيني بريطانيا وفرنسا لإجراء مشاورات استراتيجية وذلك لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع أوروبا.
وقالت وزارة الدفاع الصينية، في بيان مقتضب، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا):
- الوفد الصيني ناقش تطوير العلاقات الثنائية مع كلتا الدولتين.
- تم نقاش أيضا تبادل وجهات النظر بشكل معمق حول قضايا الأمن الدولي والإقليمي ذات الاهتمام المشترك.
- المحادثات أسفرت عن تعزيز التفاهم والثقة المتبادلين.
ولم يذكر البيان من كان في الوفود الصينية وقدم تفاصيل قليلة عن القضايا التي تمت مناقشتها وهو أمر نادر مقارنة بمحادثات مماثلة في الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن:
- المناقشات تناولت قضايا من بينها "الوضع في أوكرانيا" و"بحر الصين الجنوبي وتايوان".
- المحادثات جاءت خلال حوار استراتيجي دفاعي بين البلدين استضافته بريطانيا في لندن.
- نتطلع لمزيد من المحادثات مع الجانب الصيني.
أسباب عكرت صفو العلاقات الصينية الاوروبية
- مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية أبدت الدول الأوروبية موقفًا منسقًا مع الولايات المتحدة في الضغط على الصين لعدم مساعدة روسيا في الحرب في أوكرانيا، بينما تصر الصين على أنها حافظت على موقف محايد بشأن القضايا وتعهدت بلعب دور بناء في التوسط في الأزمة.
- أرسلت المملكة المتحدة وفرنسا سفنا حربية إلى الممر المائي المتنازع عليه في بحر الصين الجنوبي في السنوات الأخيرة، مما أثار غضب بكين، وغضبت أيضًا عندما أبدت الدول الأوروبية دعمها العام لجزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.
- قدمت فرنسا وبريطانيا مساعدات عسكرية أيضا لتايوان وهذا أغضب الصين كثيرا.
- أوروبا أيضا تورطت في نزاعات تجارية قادتها أميركا ضد الصين وهذا أثر بالسلب على العلاقات.
- أوروبا التزمت بتنفيذ العقوبات الأميركية المفروضة على وزير الدفاع الصيني وهذا عطل المحادثات العسكرية.
ويقول خبراء تحدثوا لسكاي نيوز عربية إن العلاقات الصينية الأوروبية توترت بفعل حرب تجارية وسياسية تقودها أميركا على بكين ورجحوا أن أوروبا بدأت في توازن الأمور للحفاظ على علاقات سليمة مع الصين.
ويقول المحلل السياسي الصيني شين لي يونغ لسكاي نيوز عربية:
- الاتصالات العسكرية العادية بين أوروبا والصين يجب أن لن تتأثر رغم أن هناك توترات.
- لا توجد تناقضات جوهرية وتعارضات عسكرية مباشرة للمصالح بين الجيش الصيني والجيوش الأوروبية لذا لا يوجد مشكلة في الحديث.
- لا نريد من أوروبا الانجرار في الحرب الأميركية التي تشنها على بكين.
- لدينا مصالح مشتركة تتخطى الـ200 مليار دولار وخسارتنا لهذه التجارة ستتسبب في أزمة تصب في مصلحة أميركا.
- الصين التزمت بالحياد في الأزمة الأوكرانية وعلى أوروبا الالتزام بالحياد في أزمة تايوان.
- العقوبات الأميركية على وزير الدفاع الصيني يجب على أوروبا عدم الالتزام بها لان هذا سيؤثر على المحادثات العسكرية.
- قنوات الاتصال يجب أن تظل قائمة خاصة العسكرية وعلى جميع الأطراف تقديم تنازلات.
وقال الخبير في العلاقات الدولية جاسر مطر لسكاي نيوز عربية:
أوروبا ليست طرف في الصراع حول تايوان لكنها تميل إلى وجهة النظر الأميركية.
هذه القضية هي الوحيدة التي يوجد بها تماس عسكري بين الصين وأوروبا.
غير ذلك الصين وأوروبا بينهم علاقات تجارية ضخمة وصلت لـمئات المليارات.
واشنطن ترى أن أوروبا سوق كبير لها وسيطرة الصين عليه أزعجها لذلك بدأت بتوريط أوروبا في مواقف سياسية ضد الصين.
بالنظر للأزمة الروسية الأوكرانية فأن أوروبا خسرت كثيرا بسبب العقوبات على موسكو.
أميركا استفادت كثيرا من قطع العلاقات الأوروبية مع روسيا خاصة في مجال شراء الغاز.
من الغريب أن أوروبا تتبنى المواقف السياسية ضد الصين وروسيا خاصة أونها تعي حجم الخسائر جراء هذه المواقف.
مؤخرا كانت هناك زيارات أوروبية للصين والعكس وقد يكون القادة الأوروبيون قد استشعروا خطورة البعد عن الصين.