ما زالت الأجهزة الأمنية في روسيا تطارد بقايا مجموعة "فاغنر" وبالأخص ممتلكات قائدها يفغيني بريغوجين، في محاولة للسيطرة الكاملة على نفوذ تلك المجموعة التي قامت بمحاولة تمرد استمرت لـ24 ساعة.
خلال الساعات الماضية قام جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بتنفيذ عملية مداهمة موسعة على العديد من الشركات والمكاتب والمنازل التابعة ليفغيني بريغوجين في مدينة سان بطرسبرغ، وأثناء تفتيشه لمكتبه ومنزله، عثر على شعر مستعار وأسلحة ومبالغ كبيرة من المال وجوازات سفر تحمل العديد من الأسماء المستعارة لبرويغوجين بالعديد من الدول.
تنكر ولعب أدوار خفية
يربط لمايكولا بيليسكوف الزميل الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، بين الصور التي عثرت عليها القوات الروسية والأمنية الخاصة التي اقتحمت قصر مؤسس فاغنر، وبين خطوات لاحقة قد يتم على إثرها مطاردة يفغيني لأسباب أمنية نتيجة إثبات أدلة تؤكد ضلوعه في عمليات إبادة أو قتل جماعي لمدنيين وأبرياء في مناطق نزاعات كانت تتواجد بها مجموعاته المسلحة التي تنتشر في دول آسيوية وإفريقية.
ويُضيف بيليسكوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن جميع تلك الأدلة التي عثر عليها بالأخص ما يتعلق بعملية التخفي وقيام بأدوار متخفية في العديد من البلدان يثبت عدة نقاط:
• مدى الدعم المخابراتي الكامل الذي كان يتلقاه يفغيني من الكرملين.
• أهميته بالنسبة للعمليات الخاصة الروسية والتي تتعلق بأهداف شخصية لبوتين.
• "فاغنر" هي "كارت" روسيا الأساسي في منطقة إفريقيا.
• المداهمة تكشف أيضًا مدى قوة شبكة العلاقات الخارجية التي صنعها يفغيني.
وتشير الدلائل إلى أن الملياردير بريغوجين استخدم التنكر في إفريقيا وآسيا لا سيما سوريا، التي لا يخفها على أحد دور تلك المجموعة هناك، وتظهر صور سيلفي متعددة التقطها بريغوين متنكرًا كموظفين عسكريين في السودان وليبيا وسوريا شملت:
• قائد قوات العمليات الخاصة في السودان.
• قائد العام للقوات البرية للكونغو.
• ملازم أول في بوركينا فاسو.
• ممثل قنصلية موزمبيق ورئيس شرطة ليبيا.
ويؤكد بيليسكوف، أن تلك الوثائق والتي نشرتها وسائل الإعلام الروسية بالفعل أثناء المداهمة تثبت أن فاغنر لديها تأثير كبير في إفريقيا، وممكن أن يكون ذلك بداية لمقاضاة تلك المجموعات فعليًا وبالأدلة.
دور قيد الانتهاء
في تلك الزاوية يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، يبدو أن الكشف عن محتويات القصر وتسريب تلك الصور لمحتويات العمل التي كان يعتمد عليها قائد فاغنر تشي بالكثير وأن ساعات العقاب قد حانت.
وتوقع ديميتري فيكتوروفيتش، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن يكون هناك سحب للوعود التي حصل عليها يفغيني بريغوجين من أجل الانتقال إلى بيلاروسيا في سلام مع إسقاط التهم الجنائية عنه مقابل عدم إراقة مزيد من الدماء باستخدام قواته أو اللجوء إلى التقدم صوب موسكو.
وتشير تقارير إلى أن من بين المحتويات في قصر زعيم فاغنر، مطرقة ثقيلة عملاقة معروضة بعبارة: "لاستخدامها في مفاوضات مهمة" وهو ما يؤشر إلى احتمالات لمحاكمات قادمة في انتظار مؤسس فاغنر وربما انتقام بالقتل.
وكانت أبرز محتويات قصر زعيم فاغنر، نقود بعملات متعددة مجمعة في حشوات، سبائك ذهبية، الباروكات واللحى الملونة، وترسانة شخصية من الأسلحة والذخيرة، جوازات سفر مزورة، كما تقدر مصادر أنه تمت مصادرة ما يقرب من 1 مليون جنيه إسترليني نقدًا
هل ستتم محاكمته؟
توقيت المداهمة تزامن مع تصريحات من جانب رئيس بيلاروسيا التي أكد فيها أن قائد مجموعة فاغنر ليس متواجد في بلاده، وهنا يقول أولكسندر فومين الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن هناك توجه عام بالفعل لمعاقبة بريغوجين ومحاكمته، وليس شرط أن يكون بسبب التمرد فقط بل قضية التمرد كشفت الكثير من الأمور والتي يبحث عنها الأمن حاليًا لجمع الأدلة ومخطط بريغوجين بالكامل.
ويُضيف أولكسندر فومين، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك فرق كبير بين مقاتلي "فاغنر" وقائدها، وما يتم مع بريغوجين، لن يطال المقاتلين الذين بالفعل نفذوا أوامر القيادة العسكرية بالرجوع للثكنات وتنسيق التعاون من خلال عقود، وهنا من المستبعد أن يكون هناك حالة من الغضب أو السخط إذا تم عقاب بريغوجين.