حدثت قفزة مقلقة في أسعار المنتجات المرتبطة صناعاتها بالرقائق الإلكترونية، بعد قرار الصين تقييد تصدير بعض المعادن شائعة الاستخدام في هذه الصناعات، ضمن حرب الرد والرد المضاد بين بكين من جهة وواشنطن وحلفائها من جهة.
ويتوقع باحثان سياسيان في تعليقهما لموقع "سكاي نيوز عربية" خطوة تصعيدية جديدة من واشنطن ضد بكين في هذا المجال، قد تكون في جزيرة تايوان.
والاثنين، قالت وزارة التجارة الصينية إنها ستسيطر اعتبارا من أول أغسطس على صادرات 8 منتجات من الجاليوم و6 منتجات من الجرمانيوم لحماية أمنها القومي ومصالحها.
وتًستخدم هاتان المادتان في إنتاج أشباه الموصلات والسيارات الكهربائية والدفاع والصناعات المتقدمة، وبذلك تكون الصين ضربت قيود التجارة الأميركية فى موضع مؤلم، حسب وصف رئيس اتحاد الصين العالمي للتعدين، بيتر آركيل.
رد صيني على خطوة هولندية
ويأتي قرار الصين بعد يومين على إعلان الحكومة الهولندية، الجمعة، خطوة مشابهة، تقضي بأن الشركات التي تنتج آلات صنع رقائق المعالجات المتقدمة، سيطلب منها الحصول على رخصة تصدير قبل بيعها في الخارج اعتبارا من سبتمبر المقبل.
وينظر إلى هذا الإجراء باعتباره جزءا من سياسة أميركية أوسع تهدف لتقييد وصول الصين إلى المواد المستخدمة في صنع مثل هذه الرقائق، والتي يمكن استخدامها في التقنيات العسكرية.
وسيؤثر هذا الشرط بشكل خاص على شركة "ASML" الهولندية متعددة الجنسيات، المنتج الوحيد في العالم للآلات التي تستخدم الطباعة الحجرية فوق البنفسجية، وهي تقنية طباعة حجرية ضوئية باستخدام مجموعة من الأطوال الموجية فوق البنفسجية لتصنيع رقائق أشباه الموصلات المتقدمة.
وكانت الحكومة الهولندية منعت الشركة من تصدير بعض أجهزتها إلى الصين منذ عام 2019.
تأثر الأسواق
ارتفعت أسهم شركات إنتاج المعادن في الصين بعد إعلانها ضوابط تصدير على الجاليوم والجرمانيوم، وسط توقعات بأن القيود الجديدة ستؤدي لارتفاعات هائلة في الأسعار.
وتعليقا على تأثر الأسواق، يقول خبير العلاقات الدولية، محمد اليمني، إن عدة مجالات ستتأثر؛ لأن صناعة الرقائق متداخلة في كل الصناعات، ووارد جدا أن ظهور التأثير على هذه الصناعات في الأشهر المقبلة.
بالمثل، يتوقع الخبير في الشأن السياسي، ضياء حلمي، أن هذه الحرب التجارية سيكون من اثارها ارتفاع الأسعار عالميا.
وفي رأيه، فإن واشنطن "لا يهمها الأمر، هي فقط لمصالحها، وتدفع باتجاه الصدام وتدمير اقتصادات الدول، وتركيزها الآن على تعطيل الصين، وتدمير اقتصادها".
وعلى هذا، يعتبر حلمي أن تحرك الصين لتقييد صادرات هذه المعادن "أمر طبيعي للغاية ومشروع في ظل إعلان الولايات المتحدة الصريح العداء للصين في هذا المجال، ومحاولتها تعطيل تقدمها التكنولوجي الإبداعي المذهل".
كيف سترد واشنطن؟
يتوقع حلمي أنه من خلال دراسته للحالة الأميركية "سترد واشنطن بالمزيد من التصعيد مع الصين؛ لأنها تتعامل مع العالم على أساس مفهوم الهيمنة الأميركية، وأنه بما أنها خاسرة في الحالتين فتقول: ليخسر الجميع معي إذن، وليكن الطوفان على الجميع".
ويتفق معه الخبير في العلاقات الدولية بأن واشنطن ستحاول استفزاز الصين في ملف تايوان بشكل خاص.
وتقدم واشنطن دعما عسكريا وسياسيا واسعا لتايوان، المتخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية، في مواجهة الصين، وهو ما تفسره الصين بأنه دعم "للانفصاليين" في الجزيرة التي تعتبرها جزء من أراضيها.
ويتزايد الإعلان الأميركي عن تقديم حزمة دعم جديدة لتايوان كلما تأزمت علاقتها بالصين في ملفات تخص التجارة أو النفوذ في بحر الصين الجنوبي.