منذ بداية القرن الحادي والعشرين، لم تكلف الحرب البشرية مثل هذا القدر من التكلفة وتضاعف عدد قتلى الصراع تقريبا في عام 2022 مقارنة بالعام السابق، وتسببت الحرب في خسارة 13 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفقا لمؤشر السلام العالمي، الذي أصدره الأربعاء معهد الاقتصاد والسلام (IEP).
قال الاستطلاع الجديد الرئيسي الذي أجراه مركز أبحاث عالمي إن متوسط مستوى "السلام العالمي" انخفض للعام التاسع على التوالي، حيث تجاوز عدد القتلى في النزاعات، "الذروة العالمية" السابقة التي بلغها عام 2014 خلال الحرب الأهلية السورية.
كانت الزيادة الهائلة في معدلات الوفيات مدفوعة في الغالب بالحرب في أوكرانيا، حيث قُتل 83000 شخص في العام الماضي، على الرغم من أن الصراع الأكثر دموية كان في إثيوبيا، حيث فقد 100,000 شخص حياتهم.
الصراع المدول
وضع مؤشر السلام العالمي لتقييم كل بلد تقريبا في العالم وفقا لـ 23 مؤشرا، مقسما إلى 3 مجالات:
- الصراع المحلي والدولي المستمر
- الأمان والأمن المجتمعيين
- العسكرة"، التي تعكس كلا من السلام الاجتماعي (إحصائيات الجريمة، عدد جرائم القتل) ونزاعات الدولة في الداخل والخارج.
إجمالا، تدهور متوسط مستوى "الهدوء العالمي"، كما يقاس بالمؤشر، بنسبة 0.42 بالمئة.
كان الاتجاه الأكثر وضوحا هو أن النزاعات أصبحت أكثر تدويلا، وفقا لستيف كيليليا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد الاقتصاد والسلام (IEP) ، وأحد مؤلفي التقرير.
وجد مؤشر GPI أن 91 دولة من دول العالم متورطة الآن في نوع من الصراع، مقارنة بـ 58 دولة في عام 2008.
قد يُنظر إلى هذا على أنه تطور مفاجئ، نظرا لتقليص التدخل العسكري الغربي في العقد الماضي.
لقد انسحبت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الآن من العراق وأفغانستان، على سبيل المثال. ولكن، كما أشار كيليليا، لا تزال الولايات المتحدة متورطة في صراعات، فهي الآن أكبر داعم لأوكرانيا.
وأظهر التقرير أن آيسلندا هي الدولة الأكثر سلاما في العالم، وهي مكانة احتفظت بها على المؤشر منذ عام 2008، في حين تم تصنيف أفغانستان الآن كأقل دولة سلمية في العالم لمدة ثماني سنوات متتالية.
وبالمثل، كانت كل من اليمن وسوريا وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية من بين البلدان العشرة الأقل سلما في العالم منذ إطلاق المؤشر في عام 2007.
من أبرز النتائج التي توصل إليها التقرير التكلفة الاقتصادية للحرب.
في المجموع، كلفت الحرب والعنف العالم 17.5 تريليون دولار العام الماضي، أو 12.9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
بالنسبة للبلدان الأكثر تضررا من النزاع، من الواضح أن التأثير مدمر بشكل خاص: أوكرانيا، على سبيل المثال، أنفقت 63 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع ضد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.