بعد أيام مِن انتهاء الانتخابات البرلمانية والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تركيا، وسط منافسة حادة بين تحالفات، بعضها تشكَّل على عجل، بدأت الخلافات الفكرية والسياسية بين "الحلفاء" تطفو على السطح، ومنها ما بين حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب "هدى بار" الكردي.
حزب هدى بار "كردي إسلامي" الذي قدَّم مرشحين للبرلمان على قوائم حزب العدالة والتنمية الحاكم، وفاز 4 منهم، أعلن اعتراضه على نصّ القَسَم البرلماني.
وقال المتحدث باسم الحزب، سركان رامنلي، الذي تم انتخابه نائبا، في تصريحات، إنه يجب تغيير القسم البرلماني الذي يُقرأ في الجمعية الوطنية الكبرى.
أرجع رامنلي ذلك إلى أن "نص هذا القسم ليس هو النص المناسب لي"، معتبرا أن القسم يخدم أيديولوجية بعينها، تابع: "وهذا كان خطأ، يجب تغيير نص القسم وهو مدرج في برنامج حزبنا".
ينص القَسم الذي يؤدّيه النواب قبل بدء مهامهم في البرلمان على: "سأحمي وجود الدولة واستقلالها، ووحدة الوطن والأمة غير القابلة للتجزئة، وسيادة الأمّة غير المشروطة، وسألتزم بحكم القانون والجمهورية الديمقراطية والعلمانية ومبادئ وإصلاحات أتاتورك؛ أُقسِم بشرفي وكرامتي أمام الأمة التركية العظيمة بأنني لن أبتعد عن المثل الأعلى المتمثل في تمتع الجميع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية مع فهم الرفاه والتضامن الوطني والعدالة والولاء للدستور".
يبدو من النص أنه لا يتناسب مع مطالب بعض الأكراد الذين يختلفون في إيديولوجياتهم وأهدافهم عن عقيدة كمال أتاتورك العلمانية القومية التي لا تقبل تعدد الهويات.
تحالف هش
المحلل السياسي التركي، جودت كامل، يعلّق لموقع "سكاي نيوز عربية" على خطوة حزب "هدى بار"، وكيف وصل للترشح على قوائم الحزب الحاكم.
• هذا الحزب "معروف ميله للتطرّف"، ومرتبط بحزب الله التركي الذي تم حله وسبق تصنيفه كجماعة إرهابية.
• وصل الحزب للترشّح على قوائم الحزب الحاكم، لأن حزب العدالة والتنمية أراد المنافسة على الصوت الكردي، بعدما مال معظم الأكراد للتصويت لتحالف المعارضة (أيّد حزب بالشعوب الديمقراطي، أكبر الأحزاب المحسوبة على الأكراد، تحالف "الأمة" المعارض في الانتخابات).
• هذا الحزب ليس لديه اعتراض على القسم البرلماني فقط الذي يؤكد الولاء لأفكار أتاتورك العلمانية، بل يرفض كذلك المواد فوق الدستورية غير القابلة للتعديل، والخاصة بهوية الدولة ونظامها العلماني.
• غالبية الأكراد يصطفون مع حزب الشعوب الديمقراطي، أما حزب "هدى بار" فلا يحظى بشعبية كبيرة وسطهم، ولم يسبق له الفوز في أي انتخابات قبل ترشحه هذه المرة على قوائم الحزب الحاكم.
• نسمع الآن نغمات الاعتراض على القسم والدستور؛ لأن الحزب يتبنى فكر تأسيس "الخلافة الإسلامية".
يأتي هذا فيما تستعد تركيا للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، يوم 28 مايو، وسط منافسة شديدة بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.
مَن هو حزب هدى بار؟
• حصد 4 مقاعد في الانتخابات البرلمانية 2023، للمرة الأولى، بعد الانضمام لقوائم العدالة والتنمية.
• تأسّس 19 ديسمبر 2012، ويُعرف كذلك باسم حزب "الدعوة الحرة".
• تتركّز قاعدته الشعبية في جنوب شرقي تركيا، وتتراوح نسبة تأييده بين 0.5 و1 بالمائة.
• على خصومة مع حزب العمال الكردستاني، المصنّف في تركيا على أنه إرهابي وذو ميول انفصالية، ومؤيدو حزب الهدى من الأكراد "المحافظين الإسلاميين".
• أعلن رئيس الحزب زكريا يايجي أوغلو، دعم أردوغان في الانتخابات الرئاسية، كما سبق ودعمه في 2018.
• أعضاء الحزب نزلوا إلى الشوارع في شرق وجنوب شرقي البلاد؛ للتصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان في 15 يوليو 2016.