في حدث نادر، يبدو أن العُمر سيكون ركنا رئيسيا في الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة عام 2024، والتي بلغ عمر مرشحَيها الأبرز حتى الآن، الرئيس الحالي جو بايدن 80 عاما، ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب 76 عاما.
يتحدث عضو بالحزب الديمقراطي الأميركي، الذي ينتمي له بايدن، لموقع "سكاي نيوز عربية" عن مخاوف داخل أروقة الحزب، بشأن إعادة ترشح بايدن، نتيجة "تدهور حالته الصحية".
يعلو النقاش في الولايات المتحدة حول عمر بايدن، كلما خرج منه تصريح يُظهر ضعف ذاكرته أو سقط على الأرض متعثرا كما حدث منذ أيام في قمة مجموعة السبع باليابان.
أكبر رئيس أميركي
بتعبير عضو الحزب الديمقراطي، مهدي عفيفي، فإن الحالة الصحية لبايدن تدهورت مؤخرا، ولذلك يثور القلق بشأن إمكانية "تقصيره في أداء مهام عمله".
في حالة فوز بايدن في انتخابات عام 2024، سيكون بذلك أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، حسبما يوضح عفيفي.
ردا على ما يُقال إن الولايات المتحدة "دولة مؤسسات"، ولا تتأثر كثيرا بحالة الرئيس، يرد عفيفي بأنها دولة مؤسسات "لكن القرار الرئاسي يؤثر على كثير من هذه المؤسسات".
ماذا لو "سقط" بايدن خلال الفترة الثانية
تطال المخاوف بشأن عمر بايدن أن يتعرض خلال حكمه للوفاة أو السقوط مريضا بدرجة تُعجزه عن أداء مهامه.
يكشف عفيفي عن قلق، غير معلن، داخل الحزب من أن "يسقط بايدن خلال فترة حكمه"؛ وهو ما سيؤثر على الولايات المتحدة والعالم أجمع.
يُرجع ذلك إلى أنه لو حدث هذا "ستتأثر الأسواق المالية والاقتصاد العالمي، وتهتز مكانة الولايات المتحدة في العالم".
مفارقة بين ترامب وبايدن
رغم تقاربهما في العمر فإن عمر بايدن كان محل سخرية من ترامب خلال منافستهما الأولى على منصب الرئيس عام 2020.
حينها، نشر ترامب صورة مفبركة لبايدن على مقعد متحرّك بين مجموعة من كبار السن في دار للمسنين، وعليها تعليق يعني أن بايدن في حاجة للتقاعد وليس للعمل رئيسا.
حاليا يبلغ ترامب (76 عاما) في حين يبلغ بايدن (80 عاما)، وكلاهما من أكبر الرؤساء الذين شهدتهم الولايات المتحدة سنا.
تعليق بايدن وهيلاري
مؤخرا، دخلت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة، أمام ترامب في انتخابات 2016، على خط التعليق على عمر بايدن، قائلة إنه من حق الناخبين أن يقلقوا.
في مؤتمر عُقد في واشنطن، علقت هيلاري عن تعثر بايدن خلال قمة مجموعة السبع في اليابان بأن: "عمره (بايدن) مشكلة، ولدى الشعب كل الحق لكي يقلقوا بشأنها".
هيلاري البالغة حاليا (76 عاما) كان عمرها (70 عاما) حين ترشحت للرئاسة.
مع ذلك، أعربت هيلاري عن أملها في أن يبقى الرئيس الأميركي مركزا للغاية وقادرا على المنافسة في الانتخابات لأنها تعتقد أنه يمكن إعادة انتخابه.
في المقابل، يعد بايدن أن عمره الكبير ميزة وليس عيبا، قائلا في تصريحات لقناة "إم إس إن بي سي" نهاية أبريل: "لقد اكتسبت مقدارا كبيرا من الحكمة وأعرف أكثر من الغالبية العظمى من الناس".
أضاف بايدن، وهو ديمقراطي سيبلغ 86 عاما في نهاية فترة ولاية ثانية: "أنا أكثر خبرة من أي شخص سبق له الترشح للمنصب (الرئاسة). وأعتقد بأنني أثبتّ أنني كنت مشرّفا وكفؤا أيضا".