"سباق تسليح" محموم قد تغرق فيه منطقة بحر الصين الجنوبي كردة فعل على قرار أميركي بإرسال الأسلحة إلى تايوان بأسرع وقت، دون انتظار موافقة الكونغرس، وفق ما يرجح خبراء، خاصة بعد التحذير الصيني الحاد لواشنطن.
ويعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن تفعيل أداة تشريعية استخدمها في دعم أوكرانيا، تسمح له بتمرير شحنات أسلحة إلى تايوان دون الرجوع إلى الكونغرس.
ما أداة سلطة السحب الرئاسي؟
- تحدث وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، مؤخرا، أمام الكونغرس بأن بلاده ستقدم مزيدا من الأسلحة لتايوان من خلال سلطة السحب الرئاسي (PDA)، وهي أداة سمحت لإدارة بايدن بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا دون المرور بالكونغرس، وفق وكالة "رويترز".
- هذه الأداة تستخدمها واشنطن في حالات الأزمات غير المتوقعة والطوارئ؛ لأنها تتيح لها تسليم مساعدات ومبيعات عسكرية بشكل سريع لأطراف خارجية.
- في العام الماضي، استخدمتها الإدارة الأميركية في رسال أسلحة وأموال بقيمة 11 مليار دولار لأوكرانيا في الحرب الدائرة بين الأخيرة وروسيا.
- منذ أغسطس استخدمت واشنطن الأداة 37 مرة لتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، حيث يتم إرسالها بمجرد توقيع الرئيس على صفقات السلاح، وساعد هذا كييف في صنع نقاط تحول لصالحها في ميدان القتال.
لماذا استخدامها مع تايوان الآن؟
جاء في تقرير لصحيفة "أسيا تايمز"، إن واشنطن لجأت لذلك بعد تعطيل الكونغرس تسليم 66 مقاتلة F-16V في وقت قصير، وتأجيل تسليم الدفعة الأولى من الطائرات إلى الربع الثالث من عام 2024.
كما ستضمن الصفقة المرسلة بموجب هذا التشريع أيضا، على الأرجح، أسلحة دفاعية، مثل الصواريخ المحمولة على الكتف وهي أسلحة مضادة للدروع وتستخدم في عمليات الدفاع الجوي.
الصين و"الطريق المسدود"
سارعت وزارة الدفاع الصينية لتحذير واشنطن من اتخاذ هذه الخطوة في دعم تايوان ضدها، ومما جاء في إفادة إعلامية على لسان المتحدث باسم الوزارة، ونشرتها وكالة "شينخوا" الصينية:
- الصين أعربت عن استياءها الدبلوماسي من الولايات المتحدة من هذه الخطوة.
- استمرار الدعم الأميركي لتايوان تسبب في "اهتزاز أسس العلاقات الصينية الأميركية"، وواشنطن "تحاول تقويض السلام".
- الحزب الديمقراطي التقدمي (الحاكم في تايوان) و"الانفصاليين" التايوانيين سيتجهون إلى طريق مسدود إذا حاولوا استخدام الدعم، بما في ذلك الأسلحة من الولايات المتحدة، لتعزيز استقلال تايوان.
- قضية تايوان "خطر أحمر"، والجيش الصيني سيواصل تدريباته العسكرية واستعداداته لـ"سحق بكل حزم أي شكل من أشكال استقلال تايوان".
وتايوان المدارة بنظام الحكم الذاتي، تعتبرها الصين جزء من أراضيها، وتتهم واشنطن بدعم "انفصاليين" يسعون للانفصال التام عن الصين.
سباق تسليح
الخبير في الشؤون الصينية مازن حسن يصف الخطوة الأميركية في تعليقه لموقع "سكاي نيوز عربية" بأنها "استفزاز واضح وصريح للصين، ويخل بمبدأ الصين الواحدة التي تقول أميركا دائما إنها تؤيده".
ويُرجع حسن ذلك إلى أن هذا القانون ساعد أوكرانيا كثيرا في التصدي للجيش الروسي "فالأسلحة كانت تصل أوكرانيا بعد ساعات من إقرار بايدن، وهذا لم يكن سابقا".
وعن انعكاس هذا التطور الفترة القادمة، يرجح حسن أنه "قد يكون هناك سباق تسليح في منطقة بحر الصين الجنوبي بشكل كبير؛ فالمخطط الأميركي هو تسليح تايوان أسلحة كان مقرر تسليمها خلال عامين أو أكثر في غضون شهور قليلة".
ويتفق الخبير في الشأن الدولي جاسر مطر مع زميله في هذه النقطة، قائلا لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "واشنطن بهذا القرار ستضع المنطقة على صفيح ساخن، وتشتعل سباقات التسلح، وقد تمتد لأبعد من صراع حول جزيرة تايوان".