أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صباح الثلاثاء، زيارة ميدانية مفاجئة على الجبهة الجنوبية في منطقة خيرسون، كما تفقد التقارير العسكرية المرتبطة بهذا المحور من قائد القوات العسكرية وقوات المظليين في الجيش الروسي العقيد ميخائيل تبلينسكي.
زيارة ميدانية للرئيس الروسي، جاءت بالتزامن مع احتدام الجبهة الشرقية باخموت، والتي باتت بين قوسين أو أدني من السقوط بالكامل في أيدي القوات الروسية بحسب آخر التطورات الميدانية؛ فماذا بعد سقوط المدينة التي شهدت أطول مدة زمنية من المعارك بين موسكو وكييف؟
ماذا بعد باخموت؟
زادت القوات الروسية خلال الأسابيع الماضية من وتيرة القتال في الجبهة الشرقية باخموت، وفي أحدث التقارير الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة سيطرت على منطقتين في وسط وشمال غرب المدينة، كما أكدت قيام وحدات المظلات بصد جميع الهجمات الأوكرانية لتأمين عملية التقدم على الأرض.
وبشأن تلك الجبهة التي شهدت معارك قاربت من 8 أشهر متواصلة، يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن مرحلة الحسم الفعلى لمعارك باخموت باتت قريبة ووشيكة للغاية، متوقعًا العديد من المكاسب الروسية ميدانيا خلال الأيام القادمة منها:
- شن مزيد من الهجمات في محيط منطقة دونيتسك بالكامل.
- نقطة انطلاق نحو مدينتين أكبر هما كراماتورسك وسلوفيانسك ودفع خط المواجهة نحو عمق أوكرانيا.
- تأمين عملية الإمدادات للقوات الروسية على المحور الشرقي بالكامل.
- تشتيت القوات الأوكرانية في الجبهة الجنوبية أيضًا بمحيط خيرسون.
ويُرى الخبير الروسي العسكري، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن زيارة بوتين للجبهة الجنوبية والاطلاع على سير المعارك، دليل أن عملية الحسم وتقوية تلك الجبهة سيكون هو هدف روسيا القادم بعد باخموت لتأمين الأقاليم التي تم ضمها باستفتاء شعبي إلى روسيا.
واستبعد شاتيلوف مينيكايف، قدرة قوات كييف على شن هجوم مضاد في الجبهة الجنوبية بالأخص عقب خسارة باخموت في الشرق والتي كلفت الجيش الأوكراني خسائر فادحة أيضًا، وكانت نقطة خلاف جوهرية بين زيلينسكي وحلفاءه الغربيين وواشنطن.
وتواصلت معركة باخموت في مقاطعة دونيتسك طيلة أشهر، فيما قرر الجيش الأوكراني أن يواصل القتال رغم توالي مؤشرات لا تصب في صالحه على الميدان، بحسب مجلة "نيوزويك" الأميركية.
قتال للنهاية
أثارت باخموت توترًا كبيرًا بين القيادات العسكرية الأوكرانية وحلفاء كييف أيضًا، بحسب موسيينكو ماتوزوف المتخصص العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية.
وأضاف موسيينكو ماتوزوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن القتال لا يزال مستمر حتى النهاية رغم التقدم الروسي، مشيرًا إلى أن وسط المدينة والجانب الغربي مُحصن بشكل قوي نتيجة مجموعة التلال بخلاف الأرضية الطينية عقب انتهاء الشتاء والتي ساعدت في تعطيل الروس بشكل كبير ومنعهم من الالتفاف بشكل كبير على المدينة وتطويقها.
ويري، أنه رغم الخسارة الوشيكة لباخموت، فقد حققت كييف مكاسب من تلك المعركة صاحبة المدة الزمنية الأطول في الحرب التي دخلت عامها الثاني، أبرزها:
- استنزاف كامل للقوات الروسية ومجموعة "فاغنر" في تلك المعركة سواء بشريًا أو عسكريًا.
- ظهور قوة دفاعات وإدارة كييف لمعركة طويلة الأمد بفضل التدريبات المكثفة والدعم الغربي.
- استغلال الوقت في تقوية وتثبيت دفاعات الجبهة الجنوبية أيضًا للبدء في هجوم الربيع.
وكان مؤسس مجموعة "فاغنر"، يفجيني بريغوزين، ذكر قبل أيام أن حوالي 80 بالمئة من باخموت، بما في ذلك جميع المراكز الإدارية والمصانع، تخضع لسيطرة الوحدات الروسية.
وقبل تصريح بريغوزين، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن "العدو لم يتوقف عن مهاجمة باخموت، وإن المدافعين الأوكرانيين يتمسكون بالمدينة مع صدهم العديد من الهجمات.