في أحدث جولة من التراشق السياسي بين موسكو والغرب، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أوروبا وواشنطن من محاولات ما أسماه بفتح جبهة صراع جديدة بجانب أوكرانيا في جورجيا ومولدوفا، فضلا عن ضخ الوحدات العسكرية لبولندا على الحدود مع بيلاروسيا.
وشدد سيرغي لافروف على أن "روسيا رأت محاولات لإشراك قيادة جورجيا في إنشاء "جبهة ثانية بمواجهة روسيا"، لكن سلطات البلد أظهرت نهجا مسؤولا ورفضت مثل هذه الأعمال بينما لا تزال المحاولات مستمرة في مولدوفا وبولندا".
تحركات الغرب تبعها تحركات روسية أبرزها نشر صواريخ تكتيكية في بيلاروسيا الجارة لبولندا، كما تم نشر صواريخ بعيدة المدى وتم توجيه إنذار لمولدوفا.
وبحسب خبراء تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، لم يعد الميدان الأوكراني وحده مسرحا للتوترات الكبيرة بين روسيا والغرب، فالأزمة، يبدو جليا أنها امتدت إلى دول الجوار وتحديدا بيلاروسيا الحليف الأقرب لموسكو، وبولندا ومولدوفا أبرز حلفاء وداعمي كييف.
بولندا تستعد ومولدوفا تنفذ
يرى أوليغ أرتيوفسك الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة "فولسك" العسكرية، أنه منذ انتهاء الحكم السوفيتي في بولندا وخروج آخر جندي سوفيتي منها عام 1993، تسارعت خطوات وارسو العدائية تجاه روسيا، فدخلت في الناتو عام 1999، وفي الاتحاد الأوروبي عام 2004، وشكّلت رأس حربة في سياسات أوروبا والولايات المتحدة ضد روسيا.
وأوضح أوليغ أرتيوفسك، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن جميع المؤشرات توحي باستعداد بولندا لشن حرب ضد روسيا، وهذا ما يحدث الآن حسب قوله ولكن بطريقة غير مباشرة عن طريق عدة خطوات أبرزها:
- تعدّ بولندا الدولة الأكثر دعما لأوكرانيا في الحرب مع روسيا، من حيث استقبال عمليات التدريب وعمليات التسليح.
- استقبلت جميع قوات الناتو على أراضيها وهيأت معسكراتها ومطاراتها.
- نشرت بولندا آلاف الجنود في أوكرانيا تحت عناوين مبهمة منها الشرطة وضبط الأمن في الشرق والغرب.
- إمداد كييف بمعدات سوفيتية قديمة وأسلحة حديثة تتفق مع معايير "الناتو"، تجاوزت 2 مليار دولار.
- تتولى بولندا ملف أوكرانيا الخاص بالانضمام إلى الناتو ويصفها البعض بمحامي "كييف".
ويقول أوليغ أرتيوفسك، إن تحركات الغرب وواشنطن في فتح جبهات جديدة للصراع بجانب أوكرانيا ليس في بولندا فقط، بل مولدوفا وجورجيا أيضا، مشيرا إلى أن جميع تلك التحركات نتيجة فشل أميركا في تحقيق أهدافها تجاه موسكو بالحرب في أوكرانيا، وتابع "هذا الاتجاه هدفه إشعال المزيد من الحرائق، مؤكدا أن المتوقع هو فشل هذه الجبهات الجديدة كما فشلت جبهة أوكرانيا لمواجهة الغرب لروسيا".
وفي مولدوفا، تحاول الحكومة فرض السيطرة على أحد الأقاليم التي تعتبرها روسيا تابعة لها، كما تعدت الحكومة بالاستمرار في تقديم الدعم اللوجستي والعسكري إلى أوكرانيا في حربها ضد موسكو.
بيلاروسيا تتخوف
تحركات بولندا ومولدوفا أزعجت الحليف القوي لموسكو، ففي بيلاروسيا تم إطلاق التحذيرات بل وصلت لتحركات نووية ونشر صواريخ وأسلحة وكتائب روسية كاملة على الحدود، بحسب الدكتور واتلينغ كودراخيين، متخصص الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية أوديسا، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية".
وأوضح واتلينغ كودراخيين، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه بالنظر للخريطة الدولية نجد الجميع في حالة ترقب، ففي اليابان ونتيجة تحركات الصين، تم رفع ميزانية الدفاع، كذلك الأمر في كوريا الجنوبية نتيجة صواريخ وتحركات جارتها الشمالية، فالخطوة الروسية كانت بمثابة هزة دولية على الجميع.
وخلال الأيام الماضية اتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الغرب، بـ"الاستعداد لغزو" بلاده من بولندا، ورحب بخطوة موسكو لنشر رؤوس حربية نووية في بيلاروسيا، قائلا إن تلك الأسلحة "ضرورية" لحماية بلاده.