أظهر أحدث استطلاع أجرته "رويترز، وإيبسوس"، أن الجمهوريين يواصلون دعم الرئيس السابق دونالد ترامب كمرشحهم المفضل في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2024، على الرغم من مثوله أمام المحكمة حيث وجهت له رسميا 34 تهمة جنائية، بعضها متعلق بدفع المال لامرأتين من أجل السكوت عن علاقات جنسية خلال حملة انتخابات الرئاسة سنة 2016، وتزوير سجلات تجارية.
تُظهر هذه النتائج أن عددًا متزايدًا من الجمهوريين أفادوا بأنه من المعقول قبول رواية دفع ترامب لستورمي دانيلز أموالًا لشراء صمتها خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016، كما أن اعتبر العديد منهم أن الاتهام الجنائي للرئيس السابق "له دوافع سياسية".
ودفع ترامب، يوم الثلاثاء، ببراءته أمام التهم التي وجهت إليه رسميا في محكمة منهاتن بنيويورك، نافيا أن يكون قد دفع مالا لامرأتين من أجل الصمت.
وقامت المحكمة برفع السرية عن لائحة تضم 34 اتهاما للرئيس الجمهوري السابق الذي اعتبر المحاكمة استهدافا سياسيا له بينما يسعى للعودة إلى البيت الأبيض عبر انتخابات 2024.
نتائج الاستطلاع
* ذكر 48 بالمئة من الجمهوريين أنهم سيدعمون ترامب في الانتخابات التمهيدية للرئاسة، على الرغم من توجيه الاتهام الجنائي إليه ومحاكمته الوشيكة، ارتفاعا من 44 بالمئة في استطلاع الذي سبقه.
* حوالي 19 بالمئة يؤيدون أقرب منافسيه، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، بانخفاض من 30 بالمئة في الاستفتاء السابق.
* يقول أكثر من النصف إن توجيه الاتهام إلى دونالد ترامب بتهم جنائية له دوافع سياسية بواقع 51 بالمئة
* وأُجري الاستطلاع عبر الإنترنت بين 31 مارس و3 أبريل، بعد اتهام ترامب، وهو أول رئيس أميركي يواجه لائحة اتهام جنائية.
* الاستطلاع الذي شمل 706 بالغين في الولايات المتحدة لديه فاصل مصداقية ، وهو مقياس للدقة.
* قال ترامب إنه منذ بدء نشر أخبار عن الاتهامات، ارتفعت التبرعات لحملته بأكثر من 10 ملايين دولار.
تأثير المُحاكمة على الانتخابات
من جانبه، أوضح المحلل السياسي المقيم في نيويورك، مهدي عفيفي، أن ترامب يواجه حالياً أكبر قضية في الوقت الراهن ليس في أميركا وحدها بل في العالم كله، إذ تحظى بمتابعة واهتمام واسع.
وبشأن تأثير تلك القضية على حظوظ ترامب الانتخابية، قال "عفيفي" في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن:
* الحزب الجمهوري يرى أنه حال إدانة ترامب سيكون ضربة قوية للحزب نفسه، خاصة أنه دعم ترشحه للرئاسة، ولا يزال كثير من أقطابه يدعمونه إلى الآن، ولذلك فنتيجة المُحاكمة أمر جوهري لتحديد من يمكن ترشيحه في 2024 لخوض الانتخابات أمام مرشح الحزب الديمقراطي.
* الجمهوريون لن يتخلوا عن ترامب بهذه السهولة إلا إذا اتضح من الأوراق والمستندات أن هناك أدلة دامغة، إذ أنهم يتعاملون إلى الآن مع القضية على اعتبارها حربًا سياسية لأن القضاء لم ينشر بعد المستندات.
* حال تبرئة ترامب والتي أعتقد أنها بعيدة المنال، بالطبع ستدعم حظوظه في الانتخابات أمام منافسيه.
استفادة منافسيه
بدوره، قال الأكاديمي والمحلل السياسي المهتم بالشؤون الأميركية سعيد صادق، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحزب الجمهوري يسعى للفوز بالانتخابات ليعود للبيت الأبيض مجددا ولن يؤيد مرشح قد يخسر، لكن الكثير من الجمهوريين يرون أن المحاكمة لها أبعاد سياسية.
وعن تبعات محاكمة ترامب، أشار "صادق" إلى أن:
* هناك مرشحون أقوياء أخرون مثل حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، والسفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، ونائب ترامب السابق مايك بينس، وهؤلاء المرشحون سيتسفيدون من مشاكل ترامب ويحاولون الصعود على حسابه على أساس أنهم اختيار أكثر أمانا من مرشح قد يدان ويفقد أصوات مهمة، ومن الأفضل التعويل عليهم باعتبارهم مرشحين أكثر استقرارا ولا يواجهون تهديدات أو مشاكل.
* الدستور الأميركي لا يمنع أي متهم أو مدان من الترشح للانتخابات الرئاسية، لكن سياسياً فأي إدانة قضائية تضعف من مكانته وشعبيته وحظوظه في جذب أصوات الناخبين الذين يتغاضون عن الاتهامات وحملات التشهير، لكن الإدانات الواضحة النهائية قد تبعدهم عن انتخابه، باستثناء المتطرفين في دعمه الذين لن يتأثروا بأي إدانة له.
* بالتأكيد سيستغل ترامب تلك المحاكمة لتأكيد "نظرية المؤامرة" ضده وأنه تغلب عليها وهو ما سيخدمها أتباعه وناخبيه في الانتخابات.
* شعبية ترامب لا تزال مرتفعة حتى الآن رغم الاتهامات الموجهة له، ومن المتوقع أن ترتفع خلال الأشهر المقبلة حتى موعد جلسته الثانية في ديسمبر المقبل.