مع توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرسوما بتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية رسميا، لتنطلق 14 مايو المقبل، تعجّ الساحة التركية بمتغيرات قد تجعل تلك الانتخابات "الأشد منافسة" منذ عقود.
واتفق تحالف المعارضة المكون من 6 أحزاب، على الدفع بمرشح واحد للانتخابات أمام أردوغان، هو كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، بعد انقسام حاد بشأن ترشيحه، انسحبت خلاله ميرال أكشنر، رئيسة حزب الخير، من التحالف، لإصرارها على ترشيح أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول، أو منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة.
وعادت ميرال للتحالف، بعد مشادات حادة مع بعض قادته، على أساس تفاهمات تقضي بأن يكون إمام أوغلو ويافاش نائبين لكليتشدار أوغلو حال فوزه.
"تحالف هش" وجيل جديد
وصف المحلل السياسي التركي، جواد غوك، تحالف المعارضة بأنه "هش، ويمكن أن ينهار في أي وقت".
وأرجع غوك في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" ذلك إلى أنه "من السهل تكرار الخلاف خلال مناقشة تفاصيل الحملة الانتخابية، وتنسيق مرحلة ما بعد الانتخابات"، في إشارة لتوزيع المناصب.
وفيما يخص كليتشدار أوغلو كذلك، فإن غوك ربط قدرته الفوز بحصوله على دعم من الأكراد، خاصة حزب الشعوب الديمقراطي، لأن قوتهم التصويتية لا تقل عن 10 في المئة.
وتنتمي أحزاب التحالف الستة لاتجاهات أيديولوجية متنافرة، ما بين تيارات محافظة وذات الخلفية الدينية وصولا لأشد التيارات علمانية.
وعن تأثير الشباب على مسار الانتخابات، قال الكاتب التركي، محمد زاهد جول: "إن كان المواطن التركي لا يغير ولاءه للأحزاب بنسبة كبيرة، وهو ما ظهر في ثبات نتائج الانتخابات المتقاربة خلال العقدين الماضيين، إلا أن الشباب الذين سينتخبون لأول مرة، وهم 7 ملايين ليست لديهم انتماءات آبائهم السياسية".
وعلى الجانب الآخر، يعمل حزب العدالة والتنمية على توسيع تحالفاته ليصمد أمام تحالف المعارضة السداسي، عبر ضم حزبين جديدين، هما حزب الوطن الأم برئاسة إبراهيم شلبي، وحزب اليسار الديمقراطي برئاسة أوندر أقسقال.
ويضم تحالف أردوغان حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، وحزب الحركة القومية بزعامة دولت بهجلي.