حددت محللة سياسية صينية 4 ملفات ترى أنها عقدة الخلافات المتصاعدة بين بلدها والولايات المتحدة، مؤكدة في نفس الوقت رغبة بكين في السلام لا الحرب، مع شرط رئيسي تطلبه من واشنطن.
يتعلق هذا الشرط وفق حديث الكاتبة والمحللة السياسية الصينية المقيمة في بكين، فيحاء وانغ تشين، لموقع "سكاي نيوز عربية" بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للصين.
حدة نادرة
في الأيام الأخيرة، ارتفع منسوب حدة التوتر بين البلدين، حتى خرج مسؤولون صينيون بتصريحات وصفت بأنها "نادرة الحدة".
أحدث شرارات التوتر عبرت عنها بكين، الأربعاء، بقولها إنها "تشعر بقلق بالغ" إزاء ما أُعلن عن توقف رئيسة تايوان، تساي إينج وين، في الولايات المتحدة، خلال عبورها في زيارة إلى أميركا الوسطى، وستلتقي برئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي.
ولقاءات مسؤولي تايوان مع مسؤولين أميركيين من الأمور الحساسة لدى بكين؛ حيث تتهم واشنطن بدعم "انفصاليين" في الجزيرة التي تعتبرها جزءا من أراضيها.
وخلال جلسة برلمانية في بكين هذا الأسبوع، ندد الرئيس الصيني شي جين بينغ، بحملة تقودها واشنطن لـ"تطويق" بلاده و"احتوائها وقمعها"، وهو ما نفته واشنطن.
وبلهجة أكثر حدة، حذر وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، الثلاثاء، واشنطن من أنه في حال عدم تغيير مسارها "سيكون هناك بالتأكيد صراع ومواجهة".
وجاء رد المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، في ذات اليوم: "نحن نسعى لمنافسة استراتيجية مع الصين، ولا نسعى إلى صراع".
دعوة للتعاون
وتعليقات على هذه التصريحات المتبادلة، تقول الكاتبة والمحللة السياسية الصينية، فيحاء وانغ تشين: "رغم أن تصريحات الرئيس الصيني ووزير الخارجية جاءت بحدة نادرة، لكن تلك ليست الحقيقة كلها، بل جزء بسيط".
في نفس الوقت، لفتت إلى أنه مع تعبير الحكومة الصينية عن موقفها القوي تجاه القضايا المختلف حولها، فإن ذلك لا يعني الذهاب إلى "النزاعات المطلقة"، داعية واشنطن لالتزام التعاون، والتوقف عن سياسة "المكارثية الهستيرية الجديدة" وعقلية "اللعبة الصفرية"، حسب تعبيرها.
4 ملفات خلافية
تحدد وانغ تشين 4 ملفات تجسد الخلافات الرئيسية بين بكين وواشنطن، هي:
- التدخل الأميركي في تايوان، وهونغ كونغ، والتبت، وشينجيانغ (ملف الأيغور).
- الاتهامات المتبادلة بالتجسس.
- الهيمنة في مجال التكنولوجيا.
- العلاقات التجارية.
وتدور معركة شرسة بين الجانبين في مجال تصنيع أشباه الموصلات، وهي رقائق إلكترونية أساسية في صناعة السيارات والهواتف والتجهيزات الطبية والكهربائية وصولا للمعدات العسكرية، حتى فرضت واشنطن قيودا على تصدير التقنيات المتقدمة في الرقائق إلى الصين.
في المقابل، وضعت الصين خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في امتلاك تكنولوجيا الرقائق؛ للنجاة من مقصلة الحصار الأميركي لمسيرتها الصناعية.
"لا نريد صراعا"
تؤكد وانغ تشين أن الصين لم تتخلَّ عن إيجاد طريق للتعايش والتعاون مع الولايات المتحدة؛ خاصة أن أي تصعيد سيضر بالعالم أجمع.
وما تريده بكين حسب المحللة الصينية هو: "إننا نرفض التدخل من الخارج، لكن لا نرفض التعاون المتبادل المنفعة".
وفيما التصعيد وارد دبلوماسيا، إلا أنها تستبعد اندلاع "مواجهة أو حرب حاليا"، قائلة:" مازلنا بعيدا عن الحرب الحقيقية".
دوامة العداء
صحيفة "نيويورك تايمز"، رأت أن تصريحات الرئيس الصيني ووزير الخارجية، جاءت "بحدة نادرة"، ما يشير إلى تحول أوسع في خطاب بكين، وبالمثل اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن واشنطن وبكين تغوصان أكثر في دوامة العداء.
وقبل أسابيع، كان البلدان يتجهان نحو ما يشبه وقف "إطلاق النار الدبلوماسي"، حسب "وول ستريت جورنال"، وأن يزور وزير الخارجية الأميركي بكين لصياغة إطار للحوار، حتى جاءت حادثة تحليق البالون الصيني في أجواء الولايات المتحدة، التي رفعت حدة التوتر مجددا، وتم إلغاء رحلة إصلاح الخلاف.